اسلاميات وبرامج الشرقاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

اذهب الى الأسفل

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Empty تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:30 pm

خرج علينا بعض المنحرفين الضالين المارقين عن الدين واخذوا يدندنون حول الجهاد ومن الواجب على كل مسلم التصدي لهؤلأ الشرذمة البعيدة عن الدين الذي لا يتعدى القرآن حناجرهم ان يرد عليهم ويكشف عوارهم وسقم فهمهم وها نحن هنا بالاستعابة بما فهمنا الله سبحانه من كتابه وسنة رسوله وبعض النقولات من كتب علمائنا الاجلاء نرد على الخوارج المارقين


وسوف نضع ست مباحث وكل مبحث فيه الجام لهذه الطائفة المارقة لتشويهها معنى الجهاد الحقيقي


والله الموفق




المبحث الاول : ما هو مفهوم الجهاد العام ؟



المبحث الثاني : هل الجهاد افضل الاعمال ؟؟


المبحث الثالث: ما هي شروط الجهاد ؟؟


المبحث الرابع : ما هي غاية الجهاد ؟؟؟


المبحث الخامس : ما هو الانغماس في العدو ؟؟


المبحث السادس : الرد على بعض الجهلة الذين يرون ان الجهاد للدفاع فقط




ملحوظة : هذه النقولات وبعض العبارت اقتبستها من بعض كتب مشايخنا السلفيين مثل : 1- شيخنا الشيخ حمد العثمان واسم الكتاب الجهاد انواعه واحكامه والحد الفاصل بينه وبين الفوضى

2- الشيخ عبدالرزاق العباد واسم الكتاب القطوف الجياد من حكم واحكام الجهاد


3- الشيخ عبدالعزيز الريس واسم الكتاب مهمات في الجهاد

4- الشيح محمد عمر بازمول واسم الكتاب الجهاد تعريفه وانواعه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة

وغيرهم


منقول للاخ عيسى المطر السلفي

__________________
تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  137
تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Banner_60_468

رحم الله والدي ووالدتى وكل موتى المسلمين وألحقنا بهم مؤمنين

حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Empty رد: تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:31 pm

المبحث الاول : ما هو مفهوم الجهاد العام ؟



الجهاد هو بذل الجهد في تحقيق ما يحبه الله وهذا هو المعنى العام الواسع للجهاد فيدخل في ذلك كل عمل صالح وبهذا يتبين فساد وانحراف فكر جماعة ما يسمى ( الجهاد ) حيث توهموا ان الجهاد هو فقط جهاد السنان ولذلك كتبوا كتابا في ذلك سموه : ( الفريضة الغائبة ) وكأن الناس مقطوعون عن هذه الطاعة حتى جاء هؤلاء فاحيوها ثم احيوها بمفهوم منحرف وهو الاغتيالات .


قال بن القيم : ( الترمذي من حديث ابي جعفر الرازي عن الربيع بن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع ) قال الترمذي هذا حديث حسن غريب رواه بعضهم فلم يرفعه وإنما جعل طلب العلم من سبيل الله لان به قوام الاسلام كما ان قوامه بالجهاد فقوام الدين بالعلم والجهاد ولهذا كان الجهاد نوعين جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كثير والثاني الجهاد بالحجة والبيان وهذا جهاد الخاصة من اتباع الرسل وهو جهاد الائمة وهو افضل الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكثرة اعدائه قال تعالى في سورة الفرقان وهي مكية : ( وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) ) الفرقان 50-51 فهذا جهاد لهم بالقرآن وهو أكبر الجهادين وهو جهاد المنافقين ايضا فإن المنافقين لم يكونوا يقاتلون المسلمين بل كانوامعهم في الظاهر وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقد قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ) التوبة 73 ومعلوم ان جهاد المنافقين بالحجة والقرآن والمقصود ان سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم ودعوة الخلق به الى الله ) مفتاح دار السعادة 70\1


وقال العلامة عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله مبينا المعنى العام للجهاد : (
اليس التعلم والتعليم والصبر على ذلك من الجهاد ؟؟

اليس الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة للخلق من الجهاد ؟

اليس تنفيذ الحق ونصره ورد الباطل وقمعه من الجهاد ؟؟

اليس تعليم الجاهلين وتنبيه الغافلين وايقاظ المعرضين وموعظة المعارضين ومجادلتهم من الجهاد ؟

هل تتم الامور بدون الجهاد ؟ وهل يستقيم الهدى والاهتداء ويحصل الصعود والارتقاء الا بالجهاد ؟؟

طوبى لاهل العلم والدين والجهاد
) الرياض الناضرة ص 182-183


وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه : ( تعلموا العلم فإن تعلمه لله حسنة وطلبه عباده ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد ) جامع بيان العلم ص 94


قال شيخ الاسلام بن تيمية معلقا على اثر معاذ : ( فجعل البحث عن العلم من الجهاد ولا بد في الجهاد من الصبر ) مجموع الفتاوى 10\39


وقال ابو الدرداء رضي الله عنه : ( من رأى الغدو والرواح الى العلم ليس يجهاد فقد نقص عقله و رأيه ) جامع بيان العلم ص 60


وجاء عن الحسن البصري رفعه قال : ( من جاء الموت وهو يطلب العلم يحيي به الاسلام لم يكن بينه وبين الانبياء في الجنة الا درجة ) رواه بن بطة في الابانة 1\200-رقم 36 وانظر مراسيل ابي داود فان الاثر من طريقه وجامع بيان العلم ص 1\46


وقال بن القيم : ( ولا يعدل مداد العلماء إلا دم الشهداء والرفعة وعلو المنزلة في الدارين إنما هي لهاتين الطائفتين وسائر الناس رعية لهما منقادون لرؤسائهما ) الفروسية ص 157


وقال الحافظ بن رجب الحنبلي : ( وكذلك من يشتغل بالعلم ، لأنه أحد نوعي الجهاد فيكون اشتغاله بالعلم للجهاد في سبيل الله والدعوة إليه ) الحكم الجدرية بالاذاعة لابن رجب 1\244


وقال السعدي في الفتاوى السعدية ص 45 : ( ومن اعظم الجهاد سلوك طريق التعلم والتعليم )


وبهذا يتبين مفهوم الجهاد العام وانه لا ينحصر بالسيف


حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Empty رد: تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:32 pm

[المبحث الثاني : هل الجهاد افضل الاعمال ؟؟



خرج الامام احمد والترمذي من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه : ( ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي العبادة افضل درجة عند الله يوم القيامة ؟ قال : ( الذاكرون الله كثيرا ) قلت يا رسول الله ومن الغازي في سبيل الله ؟ قال : ( لو ضرب بسيفه الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختصب دما لكان الذاكرون الله عز وجل افضل منه درجة ) وقد روي هذا المعنى عن معاذ بن جبل رضي الله عنه وطائفة من الصحابة موقوفا

وعن عبيد خالد وكان من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آخى النبي بين رجلين فاستشهد احدهما وبقي الاخر بعده عاما ثم مات فاتبعنا جنازته ومعنا نبي الله صلى الله عليه وسلم فجعلنا ندعوا الله ونرغب اليه ان يلحقه بصاحبه فقال النبي : ( ايهما تعدون افضل ؟ ) فقلنا الله ورسوله اعلم ثم قلنا الشهيد لفضلهما فقال النبي : ( الا تعدون لهذا فضيلته صلاته وعمله بعد علمه لما بينهما ابعد مما بين السماء والارض ) رواه احمد 1\163 وابن ماجه كتاب تعبير الرؤيا باب تعبير الرؤيا 2\1293-رقم 3925 وصححه الالباني في صحيح الترغيب والترهيب



وقال بن القيم في جلاء الافهام ص 317 : ( فالدعوة إلى الله تعالى هي وظيفة المرسلين وأتباعهم، وهم خلفاء الرسل في أممهم والناس تبع لهم, والله سبحانه قد أمر رسوله أن يبلغ ما أنزل إليه, وضمن له حفظه وعصمته من الناس, وهكذا المبلغون عنه من أمته لهم من حفظ الله وعصمته إياهم بحسب قيامهم بدينه وتبليغهم له, وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو آية، ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثاً. وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، ولأن ذلك التبليغ يفعله كثير من الناس, وأما تبليغ السنن فلا تقوم به إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه )


وقال بن مفلح رحمه الله الاداب الشرعية 2\47 : ( وواجب على الامام ان يتعاهد المعلم والمتعلم كذلك ويرزقهما من بيت المال لان في ذلك قواما للدين فهو اولى من الجهاد لانه ربما نشأ الولد علة مذهب فاسد فيتعذر زواله من قلبه )


والاثر الاهم الذي يبين لك فقه الصحابة قال ابي هريرة رضي الله عنه : ( لان اعلم بابا من العلم في امر ونهي احب الي من سبعين غزوة في سبيل الله )
ورثة الانبياء شرح حديث ابي الدرداء جامع رسائل بن رجب 1\36

لا اله الا الله انظر الى قول الصحابي الجليل الذي جل السنة هو ناقلها لنا يفضل العلم على سبيعن غزوة

وقال الحسن البصري : ( ما من شيء مما خلق الله اعظم عند الله في عظيم الثواب من طلب علم لا حج ولا عمرة ولا جهاد ولاصدقة ولا عتق ولو كان العلم صورة لكانت صورته احسن من صورة الشمس والقمر والنجوم والسماء والعرش ) الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي 1\16


قال بن بطال رحمه الله : ( الا ان طلب العلم ينبغي ان يكون افضل من الجهاد وغيره لان الجهاد لا يكون الا بعلم حدوده وما احل الله منه وحرم الا ترى ان المجاهد متصرف بين امر العالم ونهيه ففضل عمله كله في ميزان العالم الامر له بالمعروف والناهي له عن المنكر والهادي له الى السبيل فكما ان اجر المسلمين كلهم كذخور للنبي من اجل تعليمه لهم وهدايته اياهم سبيل العلم فكذلك يجب ان يكون اجر العالم فيه اجر من عمل بعلمه )


وعاب ابراهيم بن ادهم على سفيان ترك الغزو وقال هذا الاوزاعي يغزو وهو اسن منه فقال الخريبي فقلت لبهيم ما كان يعني سفيان في ترك الغزو ؟ قال كان يقول انهم يضيعون الفرائض \ سير اعلام النبلاء 7\269


قيل للامام مالك : ( الغزو احب اليك ام الحج ؟ قال الحج الا ان يكون سنة خوف ) هداية السالك الى المذاهب الاربعة في المناسك 1\8


قال العلامة بن عثيمين رحمه الله في شرح السياسة الشرعية ص363-364 : ( قوله ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ) التوبة 19 هل يستفاد من هذه الاية ان الجهاد افضل من الحج ؟ الجواب الاية ليس فيها تفضيل او مقارنة بين الحج والجهاد في سبيل الله بل مقارنة بين سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام عمارة حسية وليست معنوية وبين من امن بالله لان قريشا تفخر على المسلمين بانها تسقي الحجاج وانها تعمر المسجد الحرام يعني عمارة حسية فيفخرون بذلك على الناس فانكر الله عليهم على العموم الحج ركن من اركان الاسلام حتى لو كان الجهاد فرض عين فالحج افضل منه )



وقال عمر بن الخطاب : ( ذكر لي ان الاعمال تتباهى فتقول الصدقة انا افضلكم ) الوابل الصيب ص 73 عدة الصابرين ص 377 قال المنذري في الترغيب والترهيب 2\28 رواه بن خزيمة في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرطهما


وبهذا يتبين ان الجهاد ليس افضل الاعمال وينتهي المبحث الثاني



حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Empty رد: تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:33 pm

المبحث الثالث: ما هي شروط الجهاد ؟؟



1- القدرة :

قال تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) (91) التوبة وقال تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) التوبة ( 17) الفتح

قال ابن فرس الاندلسي : ( عذر الله في هذه الاية اهل العذر من العرج والعمي والمرضى ورفع الحرج عنهم في كل جهاد الى يوم الدين الا ان يحدث حادث في مستقر ما فالفرض متوجه بحسب الوسع ومع ارتفاع الحرج اذا حضروا الغزو فأجرهم فيه مضاعف وقد غزا ابن ام مكتوم وكان يمسك الراية في بعض حروب القادسية رضي الله عنه وعن سائر الصحابة اجمعين ) احكام القرآن 3\485-486


وقال تعالى : ( لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ) (95) النساء

الاية واضحة وصريحة ان اولي الضرر يجوز لهم القعود عن القتال

ومن هذا ايضا ما اخرج مسلم عن النواس بن سمعان في قصة قتل عيسى للدجال قال : قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم : ( فيبنما هو كذلك اذ اوحى الله الى عيسى اني قد اخرجت عبادا لي لا يدان - اي لا قدرة - لاحد بقتالهم فحرز عبادي الى الطور - اي ضمهم الى جبل الطور - ويبعث الله يأجوج ومأجوج ---)

قال النووي : ( قال العلماء معناه لا قدرة ولا طاقة ثم قال : لعجزه عن دفعه ومعنى ( حرزهم الى الطور ) اي ضمهم واجعل لهم حرزا ) شرح مسلم 18\68

ففي هذا الحديث انه لما كانت قوة عيسى عليه السلام ضعيفة بالنسبة ليأجوج و مأجوج امره الله الا يقاتلهم ويجاهدهم فدل هذا على ان القدرة شرط

وبالنسبة لقدرة الجماعة قال تعالى : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) وقال تعالى : ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) (286) البقرة

وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ (65) الْآَنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ (66) ) الانفال

قال ابن ابي زمنين رحمه الله تعالى : ( فكأن الله تبارك وتعالى قد امر المسلمين في هذه الاية ان يصبروا لعشرة امثالهم ثم نسخ ذلك عز وجل رأفة ورحمة بعباده المؤمنين ) قدوة الغازي ص 196


وقال ابو مظفر السمعاني : ( وفي الاية قول آخر - وهو المذهب اليوم وعليه عامة الفقهاء - انه ان كان الكفار اكثر من مثليهم جاز الفرار من الزحف لقوله : ( خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ) ولقوله : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) ولو صبروا جاز اللهم ان يعلموا قطعا انه لا يمكنهم مقاومتهم فحينئذ لا يجوز الصبر لامه يكون القاء لنفسه في التهلكة وان كان الكفار مثلي المسلمين او دون المثلين لا يجوز الفرار من الزحف الا متحرفا لقتال او متحيزا الى فئة - يعني الى فئة قريبة من الجيش مثل السرايا - والفرار من الزحف انما يكون كثيرة من هذه الصورة ) تفسير القرآن العظيم 2\254


وقال بن عباس : ( ان فر رجل من اثنين فقد فر وان فر من ثلاثة لم يفر ) رواه البيهقي 9\76


وقال شيخ الاسلام بن تيمية : ( ومن كان عاجزا عن اقامة الدين بالسلطان والجهاد ففعل ما يقدر عليه من النصيحة بقلبه والدعاء للامة ومحبة الخير وفعل ما يقدر عليه من الخير لم يكلف ما عجز عنه ) السياسة الشرعية ص 235


2- الذكورية :



عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( لستأذنت النبي في الجهاد فقال ( جهادكن الحج ) رواه البخاري

وعنها ايضا قالت : ( عن النبي سأله نساؤه عن الجهاد فقال ( نعم الجهاد الحج ) رواه البخاري



3- اذن الوالدين :




عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال : ( جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك ؟ قال نعم قال ففيهما جاهد ) رواه البخاري


قال الحافظ بن حجر : ( اي ان كان لك ابوان فابلغ جهدك في برهما والاحسان اليهما فإن ذلك يقوم مقام قتال العدو ) فتح الباري 10\403

قال بن عبدالبر رحمه الله : ( لا خلاف علمته ان الرجل لا يجوز له الغزو ووالداه كارهان او احدهما لان الخلاف لهما في اداء الفرائض عقوق وهو من الكبائر )

قلت وكم من شاب سافر الى العراق من غير رضى والديه لقلة علمه ووزره يتحمله من غشه في الدين ونسل الله ان يعفوا عن المغرر بهم ويقصم ظهور الكذابين

واذا كانا الوالدين كافرين قال محمد بن عيسى بن اصبغ : ( واختلفوا في الابوين اذا كانا مشركين فقيل لا يغزا الا بإذنهما لعموم الامر في ذلك روي ذلك عن سفيان الثوري وقال به بن سحنون وغيره قيل الا ان يكون يعلم انهما يمنعانه لعدواة الاسلام وقال الشافعي له ان يغزو بغير اذنهما اذا كانا مشركين فخصص الامر في ذلك بالمسلمين ) الانجاد في ابواب الجهاد ص 110


4- الحرية :


فالعبد ليس من اهل القتال قال تعالى : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ ) (91) التوبة

والعبد ممن لا يمتلك فهو داخل في جملة ( وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ )


قال محم بن عيسى بن اصبغ : ( فأما العبد فالجمهور على انه ليس من اهل الفرض في الجهاد وانه لم يخاطب بذلك الا الاحرار لان فعل الجهاد تصاب فيه النفس والمال بالاتلاف وهو مقصور على ذلك بالشرع ) الانجاد في ابواب الجهاد ص 108



5- التكليف :


قال الحافظ بن كثير : ( مناط اجازة الحرب كانت عنده صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سنة فكان لا يجيز من لم يبلغها ومن بلغها اجازه فلما كان بن عمر يوم احد ممن لم يبلغها لم يجزه ولما كان قد بلغها يوم الخندق اجازه ) الفصول في سيرة الرسول ص 164-165


وقال بن القيم : ( ان النبي رده لما استصغره عن القتال واجازه لما وصل الى السن التي رآه فيها مطيقا ) زاد المعاد 3\270



قال محمد بن عيسى بن اصبغ : ( واتفقوا كذلك ام المرأة ومن لم يبلغ والمريض الذي لا يستطيع القتال لا جهاد فرض عليه ) الانجاد في ابواب الجهاد ص 107



6- وضوح الراية :



وضوح الراية لا شك انها من آكد شروط الجهاد فالراية التي ينبغي ان يقاتل المسلم تحتها هي الراية الني نحقق مقصود الجهاد وهو ان يكون الدين لله



قال تعالى : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ) (193) البقرة


قال محمد بن عيسى بن اصبغ : ( و لا ينبغي لمسلم ان يهريق دمه الا في حق ونحوه ) الانجاد في ابواب الجهاد ص 154


عن ابي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية او يدعو الى عصبية او ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ) رواه مسلم


قال شيخ الاسلام بن تيمية : ( سمى الراية عمية لانه الامر الاعمى الذي لا يدرى وجهه فكذلك قتال العصبية يكون عن غير علم بجواز قتال هذا ) اقتضاء الصراط المستقيم 1\249


ومن الرايات العمية الرايات البدعية المغلظة فلا يجوز ان يغرر بشباب المسلمين للقتال تحتها فمعاونة هؤلأ تمكين لهم في إفساد الدين وسيرة هؤلأ معلومة اذا تمكنوا فإنهم يفسدون القول ويبدلون الشرائع


قال شيخ الاسلام بن تيمية : ( والكتاب والسنة مملوءان بالأمر بالجهاد وذكر فضيلته لكن يجب أن يعرف الجهاد الشرعي الذي أمر الله به ورسوله من الجهاد البدعي جهاد أهل الضلال الذين يجاهدون في طاعة الشيطان وهم يظنون أنهم يجاهدون في طاعة الرحمن كجهاد أهل البدع والأهواء كالخوارج ونحوهم الذين يجاهدون في أهل الإسلام ) الرد على الاخنائي ص 205


وكلام شيخ الاسلام الضلل باللون احمر التقى مع كلام الشيخ المحدث العلامة عبدالمحسن العباد حين سئلوه عن جهاد تنظيم القاعدة فقال :


http://www.4cyc.com/play-M3-U1JSYV1A


7- إذن ولي الامر :


امر الجهاد موكول الى الامام وهو كذلك وقد تضافرت الادلة على ذلك من الكتاب والسنة والاجماع :


قال تعالى : ( عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ) (43) التوبة


وقال تعالى : ( لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ) (44) التوبة


وهذا الجهاد في غزوة تبوك فرض عين على من اسنفره الامام فوجب على الكل الخروج وكذلك لو كان فرض كفاية فلا بد فيه من اذن الامام


وقال تعالى : ( إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) ( 93 ) التوبة

وهذه الاية صريحة في اخذ اذن الامام للتخلف عن الغزو اذا استنفر الامام المسلمين


وقال تعالى : ( فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا )



وقال تعالى : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ ) (62) النور


والامر الجامع هو الذي يجمع له كالجهاد في سبيل الله ( جامع البيان عن تأويل آي القرآن 17\386)


وعن بن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية واذا استنفرتم فانفروا ) رواه البخاري


وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( استأذنت رسول الله في الجهاد فقال جهادكن الحج ) رواه البخاري


وهذا صريح في طلب الاذن من الامام



وعن بن عمر رضي الله عنهما قال : ( عرضت على النبي يوم احد وانا ابن اربع عشر فلم يجزني وعرضت عليه يوم الخندق وانا ابن خمس عشرة فأجازني ) رواه البخاري


وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال رشول الله : ( الامام جنة يقاتل من ورائه ) رواه البخاري



وقد حكى الاجماع القرافي رحمه الله : ( فإذا تقرر الفرق بين آثار تصرفه صلى الله عليه وسلم بالامامة والقضاء والفتيا فاعلم ان تصرفه عليه الصلاة والسلام ينقسم الى اربعة اقسام : اتفق العلماء على انه تصرف بالامامة واقامة الحدود وارسال الجيوش ونحوها ) الاحكام في تمييز الفتاوى عن الاحكام وتصرف القاضي والامام ص 109


وقال الحسن البصري : ( اربع من امر الاسلام الى السلطان : الحكم والفيء والجهاد والجمعة ) مسائل الامام احمد رواية حرب الكرماني ص 293



قال محمد بن ابي زمنين : ( واعلمنا بفضل الجهاد في غير موضع من كتابه وقد اعلم احوال الولاة الذين لا يقوم الحج والجهاد الا بهم ) اصول السنة ص 288



قال شيخ الاسلام بن تيمية : ( ان الامام يكون اماما في هذين الاصلين جميعا : الصلاة و الجهاد ) الفتاوى الكبرى 5\117




وقد اعترض بعض المعاصرين على هذا الاصل وهو وجوب استئذان ولي الامر للجهاد بقوله تعالى : ( فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ) ( 84 ) النساء

حيث توهم هذا البعض ان الواجب ان تقاتل وحدك ولو لم يكن هناك امير او جيش قال العلامة محمد بن عثيمين : ( ان الله يخاطب الامام امام الامة لا انه يخاطب كل واحد ولهذا قال : ( وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ) وهذا الرجل اذا خرج بدون اذن الامام خارج عن الجماعة ومخطئ على نفسه خصوصا في عصرنا هذا لانه اذا خرج مجاهدا ثم عثر عليه وعلمت دولته صار هناك مشاكل بينهما فالواجب على الانسان لا يأخذ النصوص من جانب واحد ينظر اليها بعين الاعور بل الواجب ان يؤخذ بالنصوص من كل جانب ولهذا قال يحرم الغزو بدون اذن الامام ) شرح كتاب السياسة الشرعية ص 41



8- تمايز الصفوف :


تمايز الصفوف بحيث لا يكون المؤمنين مختلطين بالكفار على وجه لا يمكن جهادهم الا بإصابة المسلمين او قتلهم فإن ترك هذا ومحاذرته من شروط الجهاد


قال تعالى : ( وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) (25) الفتح


فانظر كيف امر الله رسوله بالكف عن قتال مشركي قريش وامر بتأخيره حتى يتمايز المسلمون عن الكافرين لتعصم دمائهم وارواحهم


قال الحافظ بن كثير : ( وقوله ( وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ ) اي بين اظهرهم ممن يكتم ايمانه ويخفيه منهم خفية على انفسهم من قومهم لكنا سلطناهم عليهم فقتلوهم وابدتهم خضرائهم ولكن بين افنائهم من المؤمنين والمؤمنات اقوام لا تعرفونهم حالة القتل ولهذا قال : ( لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ ) اي اثم وغرامة ( بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ ) اي يؤخر عقوبتهم ليخلص من بين اظهرهم المؤمنين وليرجع كثير منهم الى الاسلام ثم قال ( لَوْ تَزَيَّلُوا ) اي لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين اظهرهم ( لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) اي لسلطانكم عليهم فلقتلتموهم قتالا ذريعا ) تفسير القرآن العظيم 7\344



قال محمدبن عيسى بن اصبغ : ( واظهر من هذا واتم حجة قول الله تعالى في تأخير القتال عن اهل مكة عام الحديبية ( وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَئُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ) فهذا نص في وجوب التوقي فإن قيل ان ذلك خاص بأهل مكة فهو دعوى لان الله تعالى انما جعل الحرمة في ذلك للايمان لا للبلد ) الانجاد في ابواب الجهاد ص 194


ومن المؤسف ان تسمع بانفجار من هنا وهناك في دولة محتلة من قبل الكفار تجد ان القتيل كافر واحد والقتلى اكثرهم مسلمين



وفيما يتعلق بجهاد الدفع :



جهاد الدفع اعظم اجرا من جهاد الطلب لان جهاد الدفع فيه حفظ رأس مال المسلمين وجهاد الطلب فيه طلب ربح



قال تعالى : ( وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا ) (75) النساء


قال العلامة السعدي : ( فصار جهادكم على الوجه من باب القتال والذب عن عيائلكم واولادكم ومحاركم لا من باب الجهاد الذي هو الطمع في الكفار فانه وان كان فيه فضل عظيم ويلام المتخلف عنه اعظم لوم فالجهاد الذي فيه استنقاذ المستضعفين منكم اعظم اجرا واكبر فائدة بحيث يكون من باب دفع الاعداء ) تيسير الكريم الرحمن ص 168


قال شيخ الاسلام بن تيمية : ( وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين فواجب إجماعاً فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان وقد نص على ذلك العلماء أصحابنا وغيرهم فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر وبين طلبه في بلاده ) الاختيارات 1\607


تأمل قول شيخ الاسلام بن تيمية ( بحسب الامكان )




جهاد الدفع يشترط له القدرة قال النووي : ( قال الغزالي اذا زاد عدد الكفار على مثلي المسلمين جاز الانهزام وهل بجوز انهزام مائة من ابطالنا من مئتين وواحد من ضعفاء الكفار ؟ وجهان اصحهما لا لانهما يقاومونهم لو ثبتوا وانما يراعى العدد عن تقارب الاوصاف والثاني نعم لان اعتبار الاوصاف يعسر فتعلق الحكم بالعدد ويجري الوجهان في عكسه وهو فرار مائة من ضعفائنا من مائة وتسعين من ضعفائهم فإن اعتبرنا العدد لم يجز وان اعتبرنا المعنى جاز واذا جاز الفرار نظر ان غلب على ظنهم انهم ان ثبتوا ظفروا استحب الثبات وان غلب على ظنهم الهلاك ففي وجوب الفرار وجهان وقال الامام ان كان في الثبات الهلاك المحض من غير نكاية وجب الفرار قطعا وان كان فيه نكاية فوجهان قلت - اي النووي- هذا الذي قاله الامام هو الحق ) روضة الطالبين 7\449


قال ابو زكريا النحاس : ( فإن دخل الكفار بلدة لنا او اطلوا عليها ونزلوا بابها قاصدين ولم يدخلوا وهم مثلا اهلها او اقل من مثليهم صار الجهاد حينئذ فرض عين ) مشارع الاشواق ص 101


فتأمل قوله : ( في بلدة لنا ) فهو جهاد دفع ثم تأمل قوله : ( وهم مثلا اهلها او اقل من مثليهم ) ففيه بيان شرط القدرة

اذا كان بين دولة مسلمة ودولة كافرة عهد وميثاق فاعتدت الدولة الكافرة على دولة اخرى مسلمة فهل للدولة المسلمة ان تنصر اختها المسلمة على الكافرة وبينهما عهد وميثاق ؟


بمقضى الصلح والهدنة مع الكفار وقام الكفار المعاهدين بالاعتداء على مسلمين غير الذين عاهدوا الكفار فانه لا تجب نصرة المسلمين المعتدى عليهم من قبل الكفار لوجود العهد والميثاق قال تعالى : ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ ) (72) الانفال


قال ابن العربي : ( المسألة السابعة : ( وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ ) يريد ان دعوا من ارض الحرب عونكم بنفير او مال لا ستنقاذهم فاعينوهم فذلك فرض الا على قوم بينكم وبينهم عهد فلا تقاتلوهم عليهم يريد حتى يتم العهد او ينبذ على سواء ) احكام القرآن 2\439


وفي سيرة بن هشام في باب ( ما أهم الناس من الصلح ومجيء أبي جندل )


فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب هو وسهيل بن عمرو ، إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في الحديد قد انفلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجوا وهم لا يشكون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع وما تحمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفسه دخل على الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا يهلكون فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه وأخذ بتلبيبه ثم قال يا محمد قد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا ; قال صدقت فجعل ينتره بتلبيبه ويجره ليرده إلى قريش ، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنوني في ديني ؟ فزاد ذلك الناس إلى ما بهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا أبا جندل اصبر واحتسب ، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا ، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحا ، وأعطيناهم على ذلك وأعطونا عهد الله وإنا لا نغدر بهم )

ويؤخذ من هذا انه في عصرنا كل دولة مستقلة بحدودها وولي امرها سواء كانت مسلمة او كافرة فاذا كان هناك دولة مسلمة عاهدت دولة كافرة فاعتدت هذه الدولة الكافرة على دولة مسملة اخرى فلا يجوز للمسلمة المعاهدة نصرتها



انتهى المبحث الثالث ولله الحمد

حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Empty رد: تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:34 pm

المبحث الرابع : ما هي غاية الجهاد ؟؟؟





قال تعالى : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ) البقرة ( 193 )



قال الامام السعدي في تفسيره لهذه الاية : (ذكر تعالى المقصود من القتال في سبيله، وأنه ليس المقصود به، سفك دماء الكفار، وأخذ أموالهم، ولكن المقصود به أن { يَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ } تعالى، فيظهر دين الله [تعالى]، على سائر الأديان، ويدفع كل ما يعارضه، من الشرك وغيره، وهو المراد بالفتنة، فإذا حصل هذا المقصود، فلا قتل ولا قتال )


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )

دلالة الحديث واضحة على ان القتال ليكون الدين لله


قال شيخ الاسلام بن تيمية : ( والجهاد مقصوده ان تكون كلمة الله هي العليا وان يكون الدين كله لله فمقصوده إقامة الدين ) مجموع الفتاوى ( 15\170 ) ( 28\23 , 354 )



وقال ايضا : ( فالمقصود بالجهاد ألا يعبد أحد إلا الله، فلا يدعو غيره، ولا يصلي لغيره ولا يسجد لغيره، ولا يصوم لغيره، ولا يعتمر ولا يحج إلا الى بيته، ولا يذبح القرابين إلا له، ولا ينذر إلا له، ولا يحلف إلا به، ولا يتوكل إلا عليه ، ولا يخاف إلا إياه، ولا يتقي إلا إياه، فهو الذي لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو، ولا يهدي الخلق إلا هو، ولا ينصرهم إلا هو، ولا يرزقهم إلا هو، ولا يغنيهم إلا هو، ولا يغفر ذنوبهم إلا هو ) مجموع الفتاوى ( 35\ 368 )

تبين اذا ان الجهاد مشرع لغيره وهو اقامة دين الله في الارض فقبل الدعوة اليه لا بد من الفقه الشرعي الدقيق والنظر المتعمق الطويل هل الدعوة بهذه الوسلية يحقق الغاية وهي اقامة دين الله ام لا ؟


وكما في حديث بريدة عن ابيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا امر اميرا على جيش او سرية اوصاه بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال : ( اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم الى ثلاث خصال فأيتهن ما اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ... وذكر الاسلام فإن لم يستجيبوا فسلهم الجزية فإن هم اجابوك فاقبل منهم وكف عنهم .... الحديث ) رواه مسلم



وهنا نقطة مهمة اذا قال قائل لماذا تخافون القتال او الموت هل انتم جبناء ؟؟
الرد عليه :

ان الموت مكروها بالنسبة للطبيعة البشرية والله سبحانه اقر هذه الطبيعة في كتابه ورسوله في سنته :

قال تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ) البقرة ( 216 )


قال الامام بن سعدي في تفسيره لهذه الاية : ( هذه الآية، فيها فرض القتال في سبيل الله، بعد ما كان المؤمنون مأمورين بتركه، لضعفهم، وعدم احتمالهم لذلك، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وكثر المسلمون، وقووا أمرهم الله تعالى بالقتال، وأخبر أنه مكروه للنفوس، لما فيه من التعب والمشقة، وحصول أنواع المخاوف والتعرض للمتالف )


وعن عبداة بن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه قالت عائشة او بعض ازواجه : انا نكره الموت قال : ليس ذلك ... الحديث ) رواه البخاري ومسلم

فتأمل قول امهات المؤمنين رضي الله عنهن ( انا نكره الموت ) وتأمل كذلك إقرار النبي لهن بذلك


وأخرج الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال : ( أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام فلما[b]جاءه صكه ففقأ عينه فرجع الى ربه فقال ارسلتني الى عبد لا يريد الموت ... الحديث )[/b]



وأصرح من ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قال الله تعالى : وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته ) رواه البخاري


قال بن الملقن الاعلام بفوائد عمدة الاحكام ( 2 \ 272-274 ) : قال بن عباس رضي الله عنهما : ( ولم يتمن نبي الموت غير يوسف عليه الصلاة والسلام وقال غيره : انما تمنى الوفاة على الاسلام لا الموت )

وقال عمر بن ذر : ( كتب سعيد بن جبير الى ابي كتابا اوصاه بتقوى الله وقال : ان بقاء المسلم كل يوم غنيمة فذكر الفرائض والصلوات وما يرزقه الله من ذكره ) سير اعلام النبلاء 4\ 326


وقال الحسن البصري : ( لما كرهت الانبياء الموت هون الله عليهم بلقاء الله وبكل ما احبوا من تحفة او كرامة حتى ان نفس احدهم ينزع من بين جنبيه وهو يحب ذلك لما قد مثل له ) جامع العلوم والحكم 2\357


وربما تعلق احدهم بقوله تعالى : ( قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) الجمعة ( 6 ) على ان مقتضى الولاية ان يتمنوا الموت وهذا التوهم دفعه الحافظ بن كثير حين قال : ( لا يلزم من كونهم يعتقدون أنهم صادقون في دعواهم أنهم يتمنوا الموت فإنه لا ملازمة بين وجود الصلاح وتمني الموت، وكم من صالح لا يتمنى الموت، بل يود أن يعمر ليزداد خيرًا وترتفع درجته في الجنة، كما جاء في الحديث: "خيركم من طال عمره وحسن عمله" . ]وجاء في الصحيح النهي عن تمني الموت، وفي بعض ألفاظه: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به إما محسنًا فلعله أن يزداد، وإما مسيئًا فلعله أن يستعتب ) تفسير القرآ العظيم 1\337


وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف


بفضل الله انتهى المبحث الرابع

حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Empty رد: تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:35 pm

المبحث الخامس : ما هو الانغماس في العدو ؟؟



الانغماس في العدو : هو ان المجاهد يغيب فيهم كالشيء ينغمس فيه فيما يغمره


وله ثلاث صور :


1- يحمل الرجل وحده على صف الكفار ويدخل فيهم

2- يقتل الكافر بين اصحابه ثم يغتفل


3- يقاتل الرجل وحده او هو مع طائفة معه العدو



وهذا جائز بدلالة الكتاب والسنة والاجماع والادلة كثيرة



قال شيخ الاسلام بن تيمية : ( فهذا كله جائز عند عامة علماء الاسلام من اهل المذاهب الاربعة وغيرهم وليس في ذلك الا خلاف شاذ ) قاعدة الانغماس في العدو ص 24



الانغماس في العدو يفتقر الى اذن الامام :





قال الحسن : ( لا يحمل الرجل على قوم الا بإذن الامام ) السير لابي اسحاق الفزاري ص 219 رقم 338


قال عون : ( كتبت الى نافع رسالة : أيحمل الرجل بغير اذن الامام ؟ فكتب لي : ان لا يحمل الا باذن الامام ) نفس المصدر السابق برقم 339


( وكره سفيان والاوزاعي وغيرهما ان يحمل الرجل بغير اذن الامام ) نفس المصدر السابق


@ الفرق بين الانغماس في العدو والانتحار :



الفرق بينهما واضح جدا :

* المنتحر يباشر قتل نفسه بيده وهو مختار هذه الموتة بهذه الصفة


* المنغمس في العدو يقتل بيد اعداء الله بعد ان يقاتلهم ويدفع عن نفسه



قال العلامة محمد صالح العثيمين : ( فأما ما يفعله بعض الناس من الانتحار بحيث يحمل آلات متفجرة ويتقدم بها إلى الكفار ثم يفجرها إذا كان بينهم ، فإن هذا من قتل النفس والعياذ بالله .

ومن قتل نفسه فهو خالد مخلد في نار جهنم أبد الآبدين كما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام .

لأن هذا قتل نفسه لا في مصلحة الإسلام لأنه إذا قتل نفسه وقتل عشرة أو مئة أو مئتين ، لم ينتفع الإسلام بذلك فلم يُسلم الناس ، بخلاف قصة الغلام . وهذا ربما يتعنت العدو أكثر ويُوغر صدره هذا العمل حتى يفتِكَ بالمسلمين أشد فتك .

كما يوجد من صنع اليهود مع أهل فلسطين فإن أهل فلسطين إذا مات الواحد منهم بهذه المتفجرات وقتل ستة أو سبعة أخذوا من جراء ذلك ستين نفرا أو أكثر فلم يحصل في ذلك نفع للمسلمين ولا انتفاع للذين فُجرت المتفجرات في صفوفهم .

ولهذا نرى أن ما يفعله بعض الناس من هذا الانتحار نرى أنه قتل للنفس بغير حق وأنه موجب لدخول النار والعياذ بالله وأن صاحبه ليس بشهيد . لكن إذا فعل الإنسان هذا متأولا ظانا أنه جائز فإننا نرجو أن يسلم من الإثم ، وأما أن تكتب له الشهادة فلا . لأنه لم يسلك طريق الشهادة . ومن اجتهد وأخطأ فله أجر
)



انتهى بحمد الله المبحث الخامس


حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد  Empty رد: تصحيح الاعتقاد فيما يتعلق بالجهاد ورد شبه اهل الاهواء والعناد

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 3:37 pm

المبحث السادس : الرد على بعض الجهلة الذين يرون ان الجهاد للدفاع فقط




رد الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله على من رأى ان الجهاد للدفع فقط فقال :



وقد تعلق القائلون بأن الجهاد للدفاع فقط بآيات ثلاث :


- الاولى : (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ) 190 البقرة


والجواب عن ذلك : ان هذه الاية ليس معناها القتال للدفاع فقط وانما معناها لمن كان شأنه القتال كالرجل المكلف القوي وترك من ليس من شأنه القتال كالمرأة و الصبي ونحو ذلك ولهذا قال بعدها : ( وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ ) 193 البقرة , فاتضح بطلان هذا القول ثم لو صح فقد نسخت بآبة السيف وانتهى الامر بحمد الله

واما الاية الثانية التي احتج بها من قال بأن الجهاد للدفع فقط هي قوله تعالى : ( لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ) 256 البقرة

وهذه لا حجة فيها لانها على الاصح مخصوصة بأهل الكتاب والمجوس وأشباههم فإنهم لا يكرهون على الدخول في الاسلام اذا بذلوا الجزية هذا هو احد القولين في معناها والقول الثاني انها منسوخة بآية السيف ولا حاجة للنسخ بل هي مخصوصة بأهل الكتاب كما جاء في التفسير عن عدة من الصحابة فهي مخصوصة بأهل الكتاب ونحوهم فلا يكرهون اذا ادوا الجزية فلا اكراه ولان الراجح لدى ائمة الحديث والاصول انه لا يصار الى النسخ مع امكان الجمع وقد عرفت ان الجمع ممكن كما ذكرنا فإن ابوا الاسلام والجزية قوتلوا كما دلت الايات الكريمات الاخرى


والاية الثالثة التي تعلق بها من قال ان اية الجهاد للدفع فقط قوله تعالى : ( فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ) 90 النساء

قالوا من اعتزلنا وكف عنا لم نقاتله وقد عرفت ان هذا كان في حال ضعف المسلمين اول ما هاجروا الى المدينة ثم نسخت بآية السيف وانتهى امرها او انها محمولة على ان هذا كان في حالة ضعف المسلمين فإذا قووا امروا بالقتال كما هو القول الآخر كما عرفت وهو عدم النسخ وبهذا يعلم بطلان هذا القول وانه لا اساس له ولا وجه من الصحة ) مجموع فتاوى بن باز 13\171-201



انتهى المبحث السادس بحمد الله



ملاحظة : اوردت المبحث السادس لانه فعلا هناك الكثير من ادعياء العلم وحب التصدر في الدعوة على جهلهم يردون ان يفتوا على هواهم

منهم من قال دين الاسلام دين سلام لا دين قتال القتال دفاع عن النفس فقط !!!


نقول نعم دين الاسلام دين سلام والقتال تابع للمصلحة ومن المصلحة اجبار هذا الكافر على دخول الاسلام لمصلحته لكي لا يخلد في النار


وهاؤلأ الجهلة دخلوا مجال الدعوة فافسدوا اكثر مما اصلحوا حتى قرأنا عن بعض الكتاب يقول ان الرق اقره الاسلام مجاملة للكفار والعياذ بالله !!!

وبهذا بإذن الله نكون انتيهينا


وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى