الشيوعية ,الاشتراكية والرأسمالية
اسلاميات وبرامج الشرقاوى :: منتديات الدعوه الى طريق الحق :: منتدى الجماعات والأحزاب الإسلامية الى طريق الحق
صفحة 1 من اصل 1
الشيوعية ,الاشتراكية والرأسمالية
الشيوعية:
الشيوعية (communism) أو الماركسية هي صورة متطرفة من الاشتراكية، تقوم على منع الملكية الفردية، وسيطرة الدولة الكاملة على وسائل وأدوات الإنتاج. والماركسية (الشيوعية) لا تؤمن بإله خالق لهذا الكون، وتزعم أن الدين أفيون الشعوب!! تدعي الماركسية أنها فلسفة شمولية لها معتقداتها وتفسيراتها للتاريخ والتغيرات الاقتصادية على مبدأ الصراع بين الأغنياء (الطبقة البرجوازية) والفقراء (طبقة البروليتاريا).
وقد وضع الأسس النظرية للشيوعية (الماركسية) اليهودي كارل ماركس مساعدة صديقه فردريك انجلز في القرن التاسع عشر، وقام بتطبيقها عملياً (لينين) في روسيا بعد قيام الثورة البلشفية، ووصول أصحاب الفكر الشيوعي إلى السلطة. وأكل المسيرة(ستالين) من بعد لينين، وعرف عهدهما بالدكتاتورية المفرطة والاستبداد بالرأي والقسوة الشديدة والعنف المتزايد.
وقد تكشفت بعد رحيلهما المآسي الفظيعة التي ارتكبت صد الملايين من المحكومين من القتل والإعدام والسجن والتعذيب الرهيب، حتى أطلق (خرتشوف) على فترة حكم ستالين وصف (مرحلة عبادة الفرد).
أقام كارل ماركس نظريته على ظروف القرن التاسع عشر الميلادي الصناعية في ظل سيطرة الرأسمالية، ولم يتصور ما شهده القرن العشرون من تطور في الرأسمالية وتقدم في العلم والتكنولوجيا، لذا فقد شهدت نهايات القرن العشرين فساد الفكر الماركسي، وخطأ تنبؤاته وتشل تطبيقه العملي في الدول التي تبنته، وبالتالي انصراف كثير من الأقلام التي كانت تؤيده، وسقوط النظام الشيوعي ي الاتحاد السوفيتي المتزعم للكتلة الشرقية الشيوعية.
وأشد مساوئ الماركسية ما أظهرته من عداء الأديان عامة والإسلام خاصة، إذ جعل ماركس بفكره الإلحادي القضاء على الأديان هدفه الأكبر، وقام أتباع الفكر الماركسي بهدم المساجد وإحراق المصاحف، وإلغاء تدريس الدين، واعتقال علمائه، وتدريس الإلحاد والماركسية كمادة إجبارية في المدارس والجامعات لإنشاء أجيال جديدة ملحدة لا تعرف الدين بل ترفضه وتعاديه، فالماركسية تنكر وجود الله، ولا تؤمن بالغيبيات، ولا تعترف بيوم القيامة، ولا تعبأ بالمحرماتن بل ترى الخروج عليها، فلم يكن غريباً أن تنادى بالفوضى الجنسية، والزواج الجماعي كصورة مثلى للحياة في الفكر الماركسي، يقول لينين: (إن من أهم الأهداف لحزب العمل الاشتراكي في روسيا هو أن يحارب بلا هوادة كل نزعة دينية في أفئدة العمال، إن مهمتنا الدعوة إلى الإلحاد على أوسع نطاق ممكن)، ويقول خلفه ستالين: (يسرني أن أعلن أن الاتحاد السوفيتي سجل نصراً كبيراً بالقضاء على العقيدة الإسلامية، واستئصالها من الوجود، فلم يبق من أتباعها إلا قلة هم في طريق التصفية والاضمحلال كما أن مساجدهم في طريق الزوال).
لقد تعرض المسلمون إلى حرب إبادة وحملات تهجير واضطهاد، وأجبروا على تربية أبنائهم في بيئة ملحدة، ولكن القهر لا يطفئ دين الله –تعالى- فما إن سقط الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا إلى الاستقلال واستعادة حريتها وتطلعت على العودة إلى إسلامها من جديد. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الاشتراكية:
الاشتراكية socialism نظام اقتصادي يغالي في مراعاة مصلحة الجماعة على حساب حرية الفرد، كرد فعل للرأسمالية التي غالت في مراعاة حرية الفرد على حساب مصلحة الجماعة، لذا فالاشتراكية تقوم على إلغاء الملكية الخاصة أو تحديدها، وتساوي بين كل الأفراد في فرص التعليم والعمل والرعاية الاجتماعية، وتتحمل الدولة كل ما يترتب على ذلك من أعباء، والدولة تقوم بتنظيم الحياة الاقتصادية، وتوجيه الاقتصاد الوطني وفق أهداف الدولة وسياساتها، والغرض من ذلك كله: منع طغيان أصحاب رؤوس الأموال، وإزالة الفوارق بين الطبقات، وبالتالي تنمية روح الجماعة، ومنع النزعات الفردية الأنانية بكفالة حد أدنى من مستوى المعيشة لكل المواطنين على درجة واحدة متساوية.
ونظراً لنشأة الاشتراكية في مجتمعات مادية ملحدة فقد ارتبطت الاشتراكية برفض الأديان أو تحييدها، بل تبنت الاشتراكية الماركسية معاداة الأديان ومهاجمتها.
وقد سقطت الكثير من النظم الاشتراكية لما قاسته الشعوب في ظلها وتبين أنها لا تقل عن الرأسمالية سوءاً.
لقد حولت الاشتراكية المجتمعات إلى ما يشبه السجن الكبير يتحكم فيه قادته، ويحجرون على من فيه من المحكومين الذين لا حق لهم في الاعتراض. وأثبت التطبيق العملي للاشتراكية أن لها أضرارها على السلوك الفردي وعلى المجتمع ككل.
فالاشتراكية تعادي الأديان، وترفض الملكية الخاصة التي تقرها الأديان، إلى جانب أنها تعادي غريزة حب التملك عند الإنسان، وتحوله إلى مجرد آلة تعمل ولا تأخذ إلا ما يكفيها، وبالتالي تتسبب في قتل مواهب الأفراد، وإضاعة الاستفادة من قدراتهم في التكسب وزيادة الإنتاج بدافع الحرص على زيادة الدخل وتكوين ثروة شخصية. كما أن تدخل الدولة بتعدد أساليب المراقبة والمحاسبة في العمل تؤدي إلى ظهور البيروقراطية التي تتسبب في إعاقة العمل أو إبطائه وقلة الإنتاج مع نقص جودته مما ينتهي بخسارة متزايدة وإضعاف الاقتصاد القومي.
ونظراً لارتباط الاشتراكية كنظام اقتصادي بنظام سياسي يقوم على سيطرة طبقة العمال (البروليتاريا) على الحكم وتفرها بالسلطة مما يجعلها نظاماً ديكتاتورياً يخضع له الجميع، ويهيأ مناخاً سياسياً قائماً على القهر والكبت والقمع، ويربي المحكومين على الخوف والخنوع الارتياب وعدم الأمن، ويطلق العنان للبطش وإلصاق التهم بمجرد الظنون، وفي ظل هذا الجو المشحون تهرب رؤوس الأموال، ويقل الاستثمار، وتتنامى طبقة المنافقين والانتهازيين، وكثر الظلم وتتوارى الكفاءات.
ونتيجة لتحمل الدولة كل الأعباء وحدها والتزامها بتعيين كل الخريجين بإيجاد عمل حكومي لكل موطن ينتهي الأمر بتفشي البطالة المقنعة، ووجود أعداد من الخريجين في أعمال حكومية لا تحتاج إليهم أو لا توافق ميولهم فتتبدد طاقاتهم،وتتحمل ميزانية الدولة أعباءاً في غير مقابل إنتاجي لتتفاقم الأزمة الاقتصادية بالبلاد، وتؤثر على قدرة الدولة على تحمل أعبائها التي التزمت بها والخدمات العامة التي تقدمها.
والمحصلة النهائية: إهمال المصالح العامة للأمة، وقلة الحرص على العمل والإنتاج، وانتشار السلبية والتواكل والخمول، وانهيار الاقتصاد القومي، وتناقص تقديم الخدمات العامة للمواطنين.
لقد اثبت التطبيق العملي فشل الاشتراكية كنظام اقتصادي، لذا لم يكن غريباً أن تتخلى الكثير من الدول الاشتراكية عن اشتراكيتها.
الرأسمالية:
[b]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فالرأسمالية capitalism نظام اقتصادي عالمي يتوسع في مفهوم الحرية والملكية الفردية، فبمقتضاه لا تتدخل الدولة في الحياة الاقتصادية للأفراد، وتطلق العنان لرأس المال لبسط نفوذه وسيطرته على وسائل الإنتاج وتعزيز الملكية الخاصة.
وشعار الرأسمالية: "دعه يعمل دعه يمر"، إذ الغاية تشجيع الأفراد على التكسب والإنتاج وتهيئة الظروف المناسبة لإظهار الكفاءات والابتكارات في ظل منافسة قوية تعود على الأمة بوفرة الإنتاج وجودته، فيزداد الاقتصاد الوطني قوة ويتجاوز حدود وطنه ببسط نفوذه في الأسواق العالمية.
وقد ساعد الرأسمالية في الدول الغربية على التمكن والتغلغل فيها ما تربت عليه أوروبا من العلمانية والفكر المادي الإلحادي، كما ساهمت الثورة الصناعية في أوروبا في تطوير النظام الرأسمالي، ليصل إلى ما وصل إليه في عالمنا المعاصر.
ورغم ما وصلت إليه الرأسمالية من الشيوع والانتشار في المدنية الغربية الحديثة فإن لها من المساوئ والويلات الكبيرة التي تعاني البشرية والإنسانية منها على المستوى الفردي والجماعي؛ حيث تسببت بغلوها في إطلاق الحريات ومراعاة الملكية الفردية في تحويل الحياة الإنسانية إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف، يسخـِّر الغني فيها الفقير لمصالحه.
فعلى مستوى الجماعات البشرية:
تقوم الرأسمالية على إباحة الربا، والربا من أشد المحرمات في الإسلام، وبسبب الربا صارت البشرية في حرب مع الله -تعالى-، وأصبحت الأكثرية الفقيرة من المجتمعات البشرية مثقلة بالديون للأقلية الغنية المرابية من الدول الكبرى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)(البقرة:278-279)، وقال -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)(البقرة:275)، وفي الحديث: (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه) رواه أحمد، وصححه الألباني.
والرأسمالية تبيح التكسب بشتى الوسائل والطرق، فلا تتقيد بشرع سماوي، أو مبادئ أخلاقية إلا في حدود ما يحقق لها المنفعة، والإسلام لا يبيح التكسب بالوسائل الغير شرعية ويجعله من أكل المال بغير وجه حق.
والرأسمالية تبيح الاحتكار والغلو فيه على مساوئه وإضراره بمصالح الجماعة، وكثيراً ما يلجأ المحتكرون الكبار إلى إتلاف الفائض عندهم خشية انخفاض أسعارها رغم انتشار المجاعات في المجتمعات الفقيرة.
وفي ظل الرأسمالية تستعمر الشعوب الغنية الدول الفقيرة، وتخضعها لسيطرتها السياسية والاقتصادية للحصول على الخامات الأولية المتوفرة فيها، لعدم القدرة على استغلالها، وللاستفادة من فتح أسواق هذه الدول الفقيرة لمنتجات الدول الغنية، وأسوأ من ذلك إثارة الحروب الإقليمية بين الشعوب الصغيرة لترويج تجارة السلاح، ومعلوم أن تجارة السلاح هي أكبر تجارة مربحة للدول الاستعمارية.
وعلى المستوى الفردي:
فالنظام الرأسمالي يبث روح الأنانية وحب النفس بين أفرد المجتمع الواحد، ففي سبيل تحقيق المنافع الشخصية لا يلتزم الأفراد الأخلاق إلا في حدود عرف المجتمع.
وإطلاق العنان للحريات في المجتمعات الرأسمالية أدى إلى فوضى في الاعتقاد والسلوك قاد أوروبا إلى الضياع الروحي والتفسخ الاجتماعي.
وفي ظل الرغبة في التمتع بالمكاسب المتزايدة يكون الإسراف في الإنفاق، والإغراق في الترف، وتناول الملذات المحرمة، وشيوع الفاحشة والانحراف، والمبالغة في التهافت على الكماليات، والدعاية المبهرة لها، مما يؤدي إلى الصراع بين الأغنياء والفقراء في ظل الحقد الدفين والبغض المتزايد نتيجة زيادة الأغنياء طغياناً وازدياد الفقراء حرماناً وجوعاً، ويزداد الأمر سوءً بسيطرة الأغنياء على مراكز السلطة والتشريع بالسيطرة على نتائج الانتخابات في النظم الديمقراطية والتي تؤهلهم للسيطرة على مقاليد الأمور.
كتبه :د.علاء بكر
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف[/b]
__________________
° ؛ ¤ّ, ¸ ¸ , ّ¤ ؛° `° ؛¤ ّ ¸ الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر ولله الحمد °؛ ¤ّ , ¸¸ , ّ ¤؛ °` ° ؛ ¤ ّ ,¸
الشيوعية (communism) أو الماركسية هي صورة متطرفة من الاشتراكية، تقوم على منع الملكية الفردية، وسيطرة الدولة الكاملة على وسائل وأدوات الإنتاج. والماركسية (الشيوعية) لا تؤمن بإله خالق لهذا الكون، وتزعم أن الدين أفيون الشعوب!! تدعي الماركسية أنها فلسفة شمولية لها معتقداتها وتفسيراتها للتاريخ والتغيرات الاقتصادية على مبدأ الصراع بين الأغنياء (الطبقة البرجوازية) والفقراء (طبقة البروليتاريا).
وقد وضع الأسس النظرية للشيوعية (الماركسية) اليهودي كارل ماركس مساعدة صديقه فردريك انجلز في القرن التاسع عشر، وقام بتطبيقها عملياً (لينين) في روسيا بعد قيام الثورة البلشفية، ووصول أصحاب الفكر الشيوعي إلى السلطة. وأكل المسيرة(ستالين) من بعد لينين، وعرف عهدهما بالدكتاتورية المفرطة والاستبداد بالرأي والقسوة الشديدة والعنف المتزايد.
وقد تكشفت بعد رحيلهما المآسي الفظيعة التي ارتكبت صد الملايين من المحكومين من القتل والإعدام والسجن والتعذيب الرهيب، حتى أطلق (خرتشوف) على فترة حكم ستالين وصف (مرحلة عبادة الفرد).
أقام كارل ماركس نظريته على ظروف القرن التاسع عشر الميلادي الصناعية في ظل سيطرة الرأسمالية، ولم يتصور ما شهده القرن العشرون من تطور في الرأسمالية وتقدم في العلم والتكنولوجيا، لذا فقد شهدت نهايات القرن العشرين فساد الفكر الماركسي، وخطأ تنبؤاته وتشل تطبيقه العملي في الدول التي تبنته، وبالتالي انصراف كثير من الأقلام التي كانت تؤيده، وسقوط النظام الشيوعي ي الاتحاد السوفيتي المتزعم للكتلة الشرقية الشيوعية.
وأشد مساوئ الماركسية ما أظهرته من عداء الأديان عامة والإسلام خاصة، إذ جعل ماركس بفكره الإلحادي القضاء على الأديان هدفه الأكبر، وقام أتباع الفكر الماركسي بهدم المساجد وإحراق المصاحف، وإلغاء تدريس الدين، واعتقال علمائه، وتدريس الإلحاد والماركسية كمادة إجبارية في المدارس والجامعات لإنشاء أجيال جديدة ملحدة لا تعرف الدين بل ترفضه وتعاديه، فالماركسية تنكر وجود الله، ولا تؤمن بالغيبيات، ولا تعترف بيوم القيامة، ولا تعبأ بالمحرماتن بل ترى الخروج عليها، فلم يكن غريباً أن تنادى بالفوضى الجنسية، والزواج الجماعي كصورة مثلى للحياة في الفكر الماركسي، يقول لينين: (إن من أهم الأهداف لحزب العمل الاشتراكي في روسيا هو أن يحارب بلا هوادة كل نزعة دينية في أفئدة العمال، إن مهمتنا الدعوة إلى الإلحاد على أوسع نطاق ممكن)، ويقول خلفه ستالين: (يسرني أن أعلن أن الاتحاد السوفيتي سجل نصراً كبيراً بالقضاء على العقيدة الإسلامية، واستئصالها من الوجود، فلم يبق من أتباعها إلا قلة هم في طريق التصفية والاضمحلال كما أن مساجدهم في طريق الزوال).
لقد تعرض المسلمون إلى حرب إبادة وحملات تهجير واضطهاد، وأجبروا على تربية أبنائهم في بيئة ملحدة، ولكن القهر لا يطفئ دين الله –تعالى- فما إن سقط الحكم الشيوعي في الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا إلى الاستقلال واستعادة حريتها وتطلعت على العودة إلى إسلامها من جديد. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الاشتراكية:
الاشتراكية socialism نظام اقتصادي يغالي في مراعاة مصلحة الجماعة على حساب حرية الفرد، كرد فعل للرأسمالية التي غالت في مراعاة حرية الفرد على حساب مصلحة الجماعة، لذا فالاشتراكية تقوم على إلغاء الملكية الخاصة أو تحديدها، وتساوي بين كل الأفراد في فرص التعليم والعمل والرعاية الاجتماعية، وتتحمل الدولة كل ما يترتب على ذلك من أعباء، والدولة تقوم بتنظيم الحياة الاقتصادية، وتوجيه الاقتصاد الوطني وفق أهداف الدولة وسياساتها، والغرض من ذلك كله: منع طغيان أصحاب رؤوس الأموال، وإزالة الفوارق بين الطبقات، وبالتالي تنمية روح الجماعة، ومنع النزعات الفردية الأنانية بكفالة حد أدنى من مستوى المعيشة لكل المواطنين على درجة واحدة متساوية.
ونظراً لنشأة الاشتراكية في مجتمعات مادية ملحدة فقد ارتبطت الاشتراكية برفض الأديان أو تحييدها، بل تبنت الاشتراكية الماركسية معاداة الأديان ومهاجمتها.
وقد سقطت الكثير من النظم الاشتراكية لما قاسته الشعوب في ظلها وتبين أنها لا تقل عن الرأسمالية سوءاً.
لقد حولت الاشتراكية المجتمعات إلى ما يشبه السجن الكبير يتحكم فيه قادته، ويحجرون على من فيه من المحكومين الذين لا حق لهم في الاعتراض. وأثبت التطبيق العملي للاشتراكية أن لها أضرارها على السلوك الفردي وعلى المجتمع ككل.
فالاشتراكية تعادي الأديان، وترفض الملكية الخاصة التي تقرها الأديان، إلى جانب أنها تعادي غريزة حب التملك عند الإنسان، وتحوله إلى مجرد آلة تعمل ولا تأخذ إلا ما يكفيها، وبالتالي تتسبب في قتل مواهب الأفراد، وإضاعة الاستفادة من قدراتهم في التكسب وزيادة الإنتاج بدافع الحرص على زيادة الدخل وتكوين ثروة شخصية. كما أن تدخل الدولة بتعدد أساليب المراقبة والمحاسبة في العمل تؤدي إلى ظهور البيروقراطية التي تتسبب في إعاقة العمل أو إبطائه وقلة الإنتاج مع نقص جودته مما ينتهي بخسارة متزايدة وإضعاف الاقتصاد القومي.
ونظراً لارتباط الاشتراكية كنظام اقتصادي بنظام سياسي يقوم على سيطرة طبقة العمال (البروليتاريا) على الحكم وتفرها بالسلطة مما يجعلها نظاماً ديكتاتورياً يخضع له الجميع، ويهيأ مناخاً سياسياً قائماً على القهر والكبت والقمع، ويربي المحكومين على الخوف والخنوع الارتياب وعدم الأمن، ويطلق العنان للبطش وإلصاق التهم بمجرد الظنون، وفي ظل هذا الجو المشحون تهرب رؤوس الأموال، ويقل الاستثمار، وتتنامى طبقة المنافقين والانتهازيين، وكثر الظلم وتتوارى الكفاءات.
ونتيجة لتحمل الدولة كل الأعباء وحدها والتزامها بتعيين كل الخريجين بإيجاد عمل حكومي لكل موطن ينتهي الأمر بتفشي البطالة المقنعة، ووجود أعداد من الخريجين في أعمال حكومية لا تحتاج إليهم أو لا توافق ميولهم فتتبدد طاقاتهم،وتتحمل ميزانية الدولة أعباءاً في غير مقابل إنتاجي لتتفاقم الأزمة الاقتصادية بالبلاد، وتؤثر على قدرة الدولة على تحمل أعبائها التي التزمت بها والخدمات العامة التي تقدمها.
والمحصلة النهائية: إهمال المصالح العامة للأمة، وقلة الحرص على العمل والإنتاج، وانتشار السلبية والتواكل والخمول، وانهيار الاقتصاد القومي، وتناقص تقديم الخدمات العامة للمواطنين.
لقد اثبت التطبيق العملي فشل الاشتراكية كنظام اقتصادي، لذا لم يكن غريباً أن تتخلى الكثير من الدول الاشتراكية عن اشتراكيتها.
الرأسمالية:
[b]الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
فالرأسمالية capitalism نظام اقتصادي عالمي يتوسع في مفهوم الحرية والملكية الفردية، فبمقتضاه لا تتدخل الدولة في الحياة الاقتصادية للأفراد، وتطلق العنان لرأس المال لبسط نفوذه وسيطرته على وسائل الإنتاج وتعزيز الملكية الخاصة.
وشعار الرأسمالية: "دعه يعمل دعه يمر"، إذ الغاية تشجيع الأفراد على التكسب والإنتاج وتهيئة الظروف المناسبة لإظهار الكفاءات والابتكارات في ظل منافسة قوية تعود على الأمة بوفرة الإنتاج وجودته، فيزداد الاقتصاد الوطني قوة ويتجاوز حدود وطنه ببسط نفوذه في الأسواق العالمية.
وقد ساعد الرأسمالية في الدول الغربية على التمكن والتغلغل فيها ما تربت عليه أوروبا من العلمانية والفكر المادي الإلحادي، كما ساهمت الثورة الصناعية في أوروبا في تطوير النظام الرأسمالي، ليصل إلى ما وصل إليه في عالمنا المعاصر.
ورغم ما وصلت إليه الرأسمالية من الشيوع والانتشار في المدنية الغربية الحديثة فإن لها من المساوئ والويلات الكبيرة التي تعاني البشرية والإنسانية منها على المستوى الفردي والجماعي؛ حيث تسببت بغلوها في إطلاق الحريات ومراعاة الملكية الفردية في تحويل الحياة الإنسانية إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف، يسخـِّر الغني فيها الفقير لمصالحه.
فعلى مستوى الجماعات البشرية:
تقوم الرأسمالية على إباحة الربا، والربا من أشد المحرمات في الإسلام، وبسبب الربا صارت البشرية في حرب مع الله -تعالى-، وأصبحت الأكثرية الفقيرة من المجتمعات البشرية مثقلة بالديون للأقلية الغنية المرابية من الدول الكبرى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ)(البقرة:278-279)، وقال -تعالى-: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ)(البقرة:275)، وفي الحديث: (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه) رواه أحمد، وصححه الألباني.
والرأسمالية تبيح التكسب بشتى الوسائل والطرق، فلا تتقيد بشرع سماوي، أو مبادئ أخلاقية إلا في حدود ما يحقق لها المنفعة، والإسلام لا يبيح التكسب بالوسائل الغير شرعية ويجعله من أكل المال بغير وجه حق.
والرأسمالية تبيح الاحتكار والغلو فيه على مساوئه وإضراره بمصالح الجماعة، وكثيراً ما يلجأ المحتكرون الكبار إلى إتلاف الفائض عندهم خشية انخفاض أسعارها رغم انتشار المجاعات في المجتمعات الفقيرة.
وفي ظل الرأسمالية تستعمر الشعوب الغنية الدول الفقيرة، وتخضعها لسيطرتها السياسية والاقتصادية للحصول على الخامات الأولية المتوفرة فيها، لعدم القدرة على استغلالها، وللاستفادة من فتح أسواق هذه الدول الفقيرة لمنتجات الدول الغنية، وأسوأ من ذلك إثارة الحروب الإقليمية بين الشعوب الصغيرة لترويج تجارة السلاح، ومعلوم أن تجارة السلاح هي أكبر تجارة مربحة للدول الاستعمارية.
وعلى المستوى الفردي:
فالنظام الرأسمالي يبث روح الأنانية وحب النفس بين أفرد المجتمع الواحد، ففي سبيل تحقيق المنافع الشخصية لا يلتزم الأفراد الأخلاق إلا في حدود عرف المجتمع.
وإطلاق العنان للحريات في المجتمعات الرأسمالية أدى إلى فوضى في الاعتقاد والسلوك قاد أوروبا إلى الضياع الروحي والتفسخ الاجتماعي.
وفي ظل الرغبة في التمتع بالمكاسب المتزايدة يكون الإسراف في الإنفاق، والإغراق في الترف، وتناول الملذات المحرمة، وشيوع الفاحشة والانحراف، والمبالغة في التهافت على الكماليات، والدعاية المبهرة لها، مما يؤدي إلى الصراع بين الأغنياء والفقراء في ظل الحقد الدفين والبغض المتزايد نتيجة زيادة الأغنياء طغياناً وازدياد الفقراء حرماناً وجوعاً، ويزداد الأمر سوءً بسيطرة الأغنياء على مراكز السلطة والتشريع بالسيطرة على نتائج الانتخابات في النظم الديمقراطية والتي تؤهلهم للسيطرة على مقاليد الأمور.
كتبه :د.علاء بكر
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف[/b]
__________________
° ؛ ¤ّ, ¸ ¸ , ّ¤ ؛° `° ؛¤ ّ ¸ الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله , الله أكبر ولله الحمد °؛ ¤ّ , ¸¸ , ّ ¤؛ °` ° ؛ ¤ ّ ,¸
حسين- عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010
اسلاميات وبرامج الشرقاوى :: منتديات الدعوه الى طريق الحق :: منتدى الجماعات والأحزاب الإسلامية الى طريق الحق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى