اسلاميات وبرامج الشرقاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لمصلحة من التجديد للفكر التكفيري؟! (2)

اذهب الى الأسفل

 لمصلحة من التجديد للفكر التكفيري؟! (2)  Empty لمصلحة من التجديد للفكر التكفيري؟! (2)

مُساهمة  حسين الجمعة نوفمبر 12, 2010 2:23 pm

لمصلحة من التجديد لمذهب الخوارج؟!

كتب د. حمد بن ابراهيم العثمان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:



فالكل يستشعر خطر الخوارج، ومضادة فكرهم وعقيدتهم للقرآن والسنة والإجماع.


كما أن فكر الخوارج لم يترك بلداً إلا وأصابه بأخطار عظيمة تهدد أمنه وتفسد جماعته وتدمر اقتصاده وتُعطل تنميته، ويجدها الغرب فرصة للتدخل في شؤون التعليم والثقافة والتوجيه.


فالخوارج يُفسدون حصن الإسلام من الداخل، والخوارج قصدوا الدولة السعودية خيار بلاد الإسلام وأشرفها وأقومها عملا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فما ظنك برأيهم بسائر دول الإسلام.



وواجب طلبة العلم الدعوة إلى الإصلاح بالمنهج النبوي الذي رسمه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعالجة شبهات الخوارج لا أن نزيد النار اشتعالاً ونغرس في نفوس الناشئة شبهات جديدة تكرس فكر الخوارج، وتسوق ديار المسلمين إلى الفتن والشرور.



فما خطه قلم د. محمد بن المختار الشنقيطي بتاريخ 26 شوال 1428هـ في صحيفة «عالم اليوم» خطير، وهي مرحلة أشد خطراً من قبل في بناء فكر الشباب على الانقلابات والخروج على الولاة.


ففي المرحلة السابقة فكر الخوارج كان يقوم على أن الولاة كفار، والكافر لا ولاية له على المسلمين، ثم يجتهد دعاة هذا الفكر في حشد الأدلة على كفر الولاة.



هذه المرحلة حوصر فيها فكر الخوارج وقام أهل العلم بدحض شبهات التكفير ولم يكتب الله ولله الحمد لهذا الفكر الرواج الكبير، فالناس لهم خلطة مع الولاة، ويعرفون من أحوالهم ما يوجب ورعهم عن التكفير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من استقبل قبلتنا وصلى صلاتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم» رواه البخاري.



والمرحلة الحاضرة هي الأشد خطورة إذ صار أهل الشر يدعون للخروج على الولاة ولو كانوا مسلمين لرفع الظلم كما زعموا.



ومن هؤلاء د. محمد بن المختار الشنقيطي، وأحسب أن الفتنة به أخطر لأنه يقلب الحقائق وقد وقع في مزالق خطيرة في مقاله:

أولاً: زعمه أن الصبر على ظلم الولاة إنما يقوله المتحذلقون من متأخري الفقهاء الذين اعتادوا التكيف مع الواقع وتبرير الظلم السياسي، كذا قال. فالرجل إما جاهل بالأدلة الشرعية في الأمر بالصبر على الولاة وإن جاروا، فإن كان كذلك فحري به أن يلزم جادة كبار العلماء كابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان والعباد، وإما أنه يتكتم أدلة الأمر بالصبر على جور الولاة وهذا أشر.


وواجبنا أن نذكره بالأدلة الشرعية في الصبر على جور الولاة لعله يرجع إن كان ربانيا صادقاً يتحرى الحق، فمن تلك الأدلة:

حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله فما تأمرنا؟ قال: تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم».رواه البخاري ومسلم

وتأمل قوله «أثرة» يعني يستأثرون بالأموال، وقوله «أمور تنكرونها» أي يقع منهم مخالفات ومنكرات،
قال النووي رحمه الله «فيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالما عسوفا، فيعطى حقه من الطاعة، ولا يخرج عليه، ولا يخلع، بل يتضرع إلى الله تعالى في كشف أذاه، ودفع شره وإصلاحه». شرح صحيح مسلم (232/12)

فالنووي رحمه الله شارح لكلام النبي صلى الله عليه وسلم وما يعيبه أنه متأخر إذا كان جاريا على سنن المتقدمين.



وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من رأى من أميره شيئاً فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرا، فمات، إلا مات ميتة جاهلية» رواه البخاري ومسلم.

والنصوص كثيرة في الصبر على جور الولاة ومقام الصحيفة لا يسمح ببسطه، ولعل د. محمد بن المختار الشنقيطي يراجع كتاب معاملة الحكام في الكتاب والسنة للشيخ عبدالسلام البرجس العبدالكريم رحمه الله.



ثانيا: مارس د. محمد بن المختار الشنقيطي الاستخفاف بعلماء الأمة، وزعم في مقاله أن الذي منع من الخروج على حكام المسلمين إن جاروا المتحذلقة من الفقهاء المتأخرين، هكذا زعم!!

وهذه المغالطة الرد عليها من ثلاثة وجوه:

أولا: أن الذي منع من الخروج على حكام المسلمين وإن جاروا هو النبي صلى الله عليه وسلم قبل الفقهاء الذين استهزأت بهم ووصفتهم بـ«المتحذلقين».

فعن عوف بن مالك رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «
خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم، ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم،
فقلنا: يا رسول الله:
أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك؟
قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة
» رواه مسلم.



ثانيا: الذي منع من الخروج المتقدمون من السلف وتبعهم المتأخرون على ذلك، فكيف تستخف بعلماء المسلمين وتصفهم بـ«المتحذلقين».

فقد نقل الحسن بن الربيع عن عبدالله بن المبارك رحمه الله أنه قال في أحاديث إنكار المنكر على الولاة: يفسره حديث أم سلمة: «لا تقتلوهم ما صَلَّوْا» رواه مسلم، سير أعلام النبلاء (8/405)


فهذا عبدالله بن المبارك رحمه الله ولد سنة ثمان عشرة ومئة هجرية، فهو متقدم بلا ريب ومن القرون المفضلة وقد قال عنه الحافظ الذهبي رحمه الله: «الإمام، شيخ الإسلام، عالم زمانه، وأمير الأتقياء في وقته» سير أعلام النبلاء (8/378) . فهل ابن المبارك متأخر متحذلق؟!


ويقول سيد التابعين الإمام البر التقي الحسن البصري رحمه الله:
«لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا، ما لبثوا أن يرفع الله عز وجل ذلك عنهم، وذلك أنهم يفزعون إلى السيف، فيوكلون إليه، ووالله ما جاؤوا بيوم خير قط، ثم تلا {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون}. الشريعة للآجري ص38 بواسطة «معاملة الحكام».



فهل الحسن البصري متأخر متحذلق اعتاد التكيف مع الواقع وتبرير الظلم السياسي؟!!



ثالثاً: عدم الخروج على الولاة وإن جاروا من مسائل الإجماع، فكيف يزعم أنه ما قال به إلا المتحذلقون من متأخري الفقهاء؟!!


وأعجب من ذلك أنه هو في مقاله نقل عن الحافظ ابن حجر رحمه الله الإجماع والاستقرار عند أهل السنة والجماعة على عدم الخروج على الولاة، ثم تعامى عنه!!


ونضيف إليه غير ما ذكره ابن حجر رحمه الله من الإجماع، ما قاله النووي رحمه الله:
«قيل إن هذا الخلاف كان أولاً ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم». شرح صحيح مسلم (229/12).



وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
«ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم، ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم». منهاج السنة5/592 – 530.



فتواضع قليلا سعادة الدكتور ولا تخرج عن إجماع أهل السنة، ولا ترمي علماء الإسلام الكبار بالتحذلق.



ومن الأمور العجيبة في مقال الدكتور انتكاس المنهج عنده، ومضادته للسلف من التحذير من الفتن بأخذ العبرة منها، بينما نجد الدكتور يستدل بها على المشروعية!!


فقد استدل د. محمد بن المختار الشنقيطي بفتنة الحسين بن علي رضي الله عنهما، وفتنة ابن الزبير، وفتنة ابن الأشعث، وهكذا فنعوذ بالله من الخذلان.


الصحابة والتابعون وأئمة الإسلام مثل أحمد بن حنبل رحمه الله يذكرون هذه الفتن على سبيل التحذير منها ويأمرون بالصبر على جور الولاة، والدكتور عكس الأمر تماماً فاستدل بها على جواز الخروج على الولاة.


فالصحابة وآل البيت الكرام أنكروا على الحسين رضي الله عنهما خروجه، فمن الصحابة أبوسعيد الخدري وجابر بن عبدالله وغيرهما، ومن آل البيت ترجمان القرآن وحبر الأمة البر ابن البر عبدالله بن عباس رضي الله عنهما، كما ذكر ذلك ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية.


وأنكر خيار الصحابة الخروج على يزيد، فقد روى البخاري عن نافع قال: «لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر رضي الله عنهما حشمه وولده، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ينُصب لكل غادر لواء يوم القيامة، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله، وإني لا أعلم أحدا منكم خلعه ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه». الفتح (13/68) بواسطة معاملة الحكام،

وكذلك أنكرها خيار آل البيت الكرام ومنهم محمد بن الحنفية كما نقل عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله. انظر معاملة الحكام صـ18. فهل ابن عمر وأبوسعيد الخدري وجابر بن عبدالله وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم جميعا ومحمد بن الحنفية رحمه الله من متحذلقي الفقهاء المتأخرين؟!


وأسوق إليك تحذير الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من فتنة ابن الأشعث للتحذير من الخروج على الولاة، ليظهر للجميع أن د. محمد بن المختار الشنقيطي يستدل بالمقلوب.



قال أبو الحارث الصائغ: سألت الإمام أحمد في أمر كان حدث ببغداد، وهمّ قوم بالخروج!
فقلت: يا أبا عبدالله، ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم؟
فأنكر ذلك عليهم، وجعل يقول: سبحان الله! الدماء! الدماء! لا أرى ذلك، ولا آمر به، الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة. يسفك فيها الدماء، ويستباح فيها الأموال، وينتهك فيها المحارم، أما علمت ما كان الناس فيه (يعني أيام الفتنة)؟
قلت: والناس اليوم، أليس هم في فتنة يا أبا عبدالله؟!
قال: وإن كان، فإنما هي فتنة خاصة، فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل، الصبر على هذا، ويسلم لك دينك خير لك، ورأيته ينكر الخروج على الأئمة، وقال: الدماء! لا أرى ذلك، ولا آمر به». السنة للخلال ( 132-133).


فهذا الكلام يقوله الإمام أحمد رحمه الله، وهو الذي أصابه ما أصابه من جور الولاة، فهل الإمام أحمد بن حنبل فقيه متأخر متحذلق يتكيف مع واقع الظلمة أم يلتزم الشرع؟!


وأما الاستدلال بفعل سليمان بن صرد رضي الله عنه فليس فيه حجة أبداً، فالعصمة لمجموع الصحابة وليس لآحادهم.


وسليمان بن صرد رضي الله عنه ومن معه لم ينصروا الحسين رضي الله عنه لما أراد عبيد الله بن زياد – عليه من الله ما يستحق – قتله، فأسلموه ثم جاءوا بعد أربع سنوات يريدون التوبة من عدم نصرته فهذا ليس منهج جماعة الصحابة ووقع بسبب هذه الثارات مقتلة عظيمة، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله «فاقتتل الناس في هذا اليوم قتالا لم ير الشيب والمرد مثله قط» البداية والنهاية (700-699).



فالعصمة لمجموع الصحابة وليس لأحادهم، وليس من عقيدة الصحابة الخروج على الأئمة إذا جاروا.



وختاما أقول للدكتور محمد بن المختار الشنقيطي كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: «لأن تكون متبوعا بالخير خير من أن تكون رأسا في الشر».




هستيريا

الأخ أصابته هستيريا كما أقر على نفسه من خلال قراءته ردنا عليه، وماذا عسى من كان هذا حاله ان يدلي بحجة، فلذلك عمد الى ألفاظ معلبة جاهزة فحشدها ليفرج بها مضايقة «جعجعة بلا طحن – يمنة يسرة – أم رأسك الخ»، لا شك ان سبب الهستيريا واضح للقراء، فموضوع الاشاعرة وجمعية الاصلاح والشيخ السديس ألجمه، وتوطئة الاخوان المسلمين للاحتلال في العراق وأفغانستان تاريخ لا يستطيع تزييفه، وكونه وأشباهه قعدية حقيقة لا يمكنه دفعها، فلله الأمر من قبل ومن بعد.

والحمد لله رب العالمين
__________________
«إياك أن تتكلم في أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن خصمك غدا رسول الله صلى الله عليه وسلم».
الامام الشافعي

حسين

عدد المساهمات : 209
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى