اسلاميات وبرامج الشرقاوى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حكايات الزعفراني- الحلقة الثالثة

اذهب الى الأسفل

حكايات الزعفراني- الحلقة الثالثة  Empty حكايات الزعفراني- الحلقة الثالثة

مُساهمة  Admin الأربعاء نوفمبر 17, 2010 7:09 am

حكايات الزعفراني- الحلقة الثالثة

حكايات الزعفراني- الحلقة الثالثة  Src1193252621


بسم الله الرحمن الرحيم

حكايات الزعفرانى

الحلقة الثالثة

المولد الثانى لجماعة الاخوان المسلمون بالاسكندرية :

س/د/ابراهيم و كيف التأم شمل الجماعة فى الاسكندرية

التأم شمل الجماعة بقيادة الوالد الفاضل الحاج / عباس السيسى صاحب القلب الكبير والعقل المنفتح والروح الشابه ومعه الحاج محمود شكرى والاستاذ / محمد عبد المنعم والاستاذ جمعة امين و معهم جيل السبعينيات وعلى راسهم الاستاذ الفاضل : محمد حسين عيسى الذى مثل حلقة الوصل الاولى لهذا الميلاد والمهندس حامد الدفراوى والمهندس خالد داود وابراهيم الزعفرانى لتمثل هذه المجموعة مجتمعة قيادة العمل الاخوانى لمرحلة السبعينيات بالاسكندرية



وكانت ليلة عاصفة في منزل الحاج عباس :

س/وكيف تم بناء هذا التنظيم

في عام 1975 كان شباب الجامعات بالإسكندرية قد كونوا تنظيم لتربية الأفراد وضمهم في مجموعات لادارة العمل الدعوى العام في الجامعة وقاد هذا التنظيم عدد من الطلاب بقيادة الأستاذ / محمد حسين في إحدى الأيام تكلم الأستاذ / محمد حسين إلي هذه المجموعة بان الأخوان يريدون منك تحديد موقفكم من العمل معهم فعليكم أن تجلسوا سويا تحددوا نقاط النقاش

س/وها جلستم بالفعل معهم

بالفعل جلسنا واتفقنا على أن نتناقش مع الأخوان الكبار أربع نقاط اختلاف حسب تصورنا في حينه بيننا وبين منهج الأخوات وتمثلت هذه النقاط في :

تناول الأخوان لمسائل العقيدة ( الأسماء والصفات , والتوسل , غيرها )

مدى تمسك الأخوان بالسنن الطاهرة ( اللحية , الجلباب وغيرها )

مدى الثقافة الشرعية عند الأخوان

مفهوم الجهاد وهل الأخوان سيظلوا يقدمون التضحية رغم السجون والمحن

حدد موعد اللقاء بمنزل الحاج عباس بمدينة رشيد حيث استمر اللقاء والنقاش من بعد صلاة العشاء والى صلاة الفجر من اليوم التالي .
أدار النقاش الحاج عباس السيسى ( رحمه الله ) وحضره الحاج محمود شكري والأستاذ جمعة أمين
س/ومن حضره من الشباب
حضره من الشباب مهندس حامد الدفراوي مهندس خالد داود د . إبراهيم الزعفراني


د/ابراهيم فى الجامعة


واتخذ الأستاذ / محمد حسين قرار بان يفسح المجال للشباب في الحوار مباشرة بينهم وبين هذه التيارات الاخوانية .

س/وماذا حدث فى اللقاء

قبل البدء في نقاش هذه النقاط الأربعة أحسسنا جميعا أن هناك لبس فالإخوان يعتقدون أن هذا الشباب اصبح في صفوف الأخوان . وانهم أتوا لاستجلاء بعض النقاط التي لهم رغبة في استجلائها و أما الشباب فهم يرون أن حسم قرارهم بالعمل في صفوف الأخوان مرتبط باستجلاء هذه النقاط الأربع . تحاور الحاضرون حول رؤية الشباب ورؤية الاخوان في هذه المسائل . فالشباب يتناول مسائل العقيدة بتفاصيلها والقيادات الاخوانية ترى أن التفصيل هو متروك للعلماء الأكادميين ولا يصح أن نثير بعض القضايا العقيدية التي لم تعد مثارة في حاضرنا المعاصر .كما أن الشباب يعطون السنن الظاهرة حجم كبير والقيادات الاخوانية ترى أن توضع في حجمها المناسب .

الشباب يرون في عموم الإخوان عدم توسع في العلوم الشرعية والقيادات الاخوانية ترى أن لكل إنسان في الأخوان أن يأخذ من العلوم الشرعية بما هو واجب عليه ثم يترك للمتخصصين من الاخوان بعد ذلك التبحر في العلوم الشرعية

وحول قضية الجهاد والتضحية أوضح الإخوان أن التضحية والجهاد هي أحد أركان بيعتهم لكن الجهاد له قواعد و أصول شرعية يجب الالتزام بها وبعد هذا النقاش الطويل الذي اختصرته في هذه الكلمات عدنا إلي الإسكندرية وقد وصلنا إلي درجة من القناعة ودرجة أعلى من الحب والألفة بعد هذا الحديث الصريح الشفاف .

المجموعة القيادية من شباب الاسكندرية وقرار الانضمام للاخوان ونشاة المدرسة السلفية:

س/وكيف تمت مفاتحة افراد التنظيم الشبابى

قررت المجموعة القيادية من الشباب على اثر ذلك مفاتحة أفراد التنظيم الشبابي في جامعة الإسكندرية برغبتنا في الانضمام للإخوان وعلى كل طالب أن يأخذ قراره الخاص به عن قناعة ورضى .

وما أتذكره إن إخواننا من شباب الجامعة في التنظيم وافقوا جميعا . ولكننا ظللنا نخفى هذا الأمر عن عموم طلاب الجماعة الإسلامية التي كنا نقودهما بالإسكندرية . وبعد فترة قليلة بدا بعض الاخوة في إبداء قلقهم من العمل مع الأخوان وبدؤوا في إثارة النقاط الأربعة التي تقدم ذكرها باعتبار أن الأخوان عندهم انحرافات عقيدية وتساهل في السنن وتهاون عن الجهاد والتضحية ولا يهتمون بالعلوم الشرعية .

وظلت الفجوة تتسع بين هذه المجموعة التي كان يطلق عليها وقتها مجموعة ( محرم بيك ) حيث كان يسكن معظمهم هذه المنطقة من مناطق الإسكندرية .

عقدت هذه المجموعة من الاخوة لقاءات خاصة بهم ولما جلست معهم قيادات التنظيم الطلابية مع الأستاذ / محمد حسين وطالبوهم بتحديد موقفهم أعلنوا انهم لا يستريحون للانضمام للإخوان ومن هنا بدأت فكرة التمايز بين من اصبح يعمل مع الأخوان ومن رفض العمل معهم لتتكون مجموعة تطلق على نفسها ( الدعوة السلفية ) تميزا لها عن الجماعة الإسلامية بالإسكندرية التي اصبح أعضائها منضمين إلي جماعة الإخوان المسلمون وحان الوقت ليعلن هؤلاء أيضا عن هويتهم الاخوانية وبدا تحديد المواقف داخل طلاب الجامعة في جو صاخب نفسيا وعاطفيا وكذلك النقاشات والحوارات و إبراز كل طرف لميزاته ونقده للطرف الآخر .

وانتقل هذا المثال من التمايز إلى مختلف الجامعات المصرية.

جامعات مصر وثلاث مجموعات

س/اذا انقسمت الجامعات فى مصر

نعم

الجماعة الإسلامية ( الله اكبر ولله الحمد ) وهم شباب الإخوان بشعار الإخوان

الجماعة الإسلامية ( لا اله إلا الله ) وهم شباب الجهاد

الدعوة السلفية يمثلون مدرسة شرعية وروح جهادية وهذه الأخيرة لم تزعم أنها تنظيم وان العلاقات تقوم على شكل شيخ وتلاميذ ومن هنا تعددت الدعوة السلفية إلي عدة مدارس .

س/وماذا حدث فى باقى المحافظات

فى ذات الوقت التى اجتمعت فيه شمل العمل الاخوانى بالاسكندرية كانت القيادات الشابة فى القاهرة تقترب من الاباء من الاخوان المسلمين متمثلين فى الوالد الفاضل الاستاذ / مصطفى مشهور





الاستاذ مصطفى مشهور د/محمود غزلان



ولقد شملت هذه القيادات الشابة القاهرية أ. د . محمود غزلان د . عبد المنعم ابو الفتوح د. سناء ابو زيد د. محمد عبد اللطيف د . عصام العريان



التأم شمل الميلاد الاخوانى بالمنيا :

ومثل القيادة د. سيد عبد الستار المليجى م / محى عيسى مهندس / ابو العلا ماضى

الطبيعة الخاصة لاسيوط :

كانت القيادة الاخوانية فى محافظة اسيوط ( فى حدود علمى ) قيادات ليست طلابية ولكنها قيادات الاخوان الاباء وبعض من التحق بهم من اساتذة جامعة اسيوط اذكر منهم أ. د. محمد حبيب

الاتصال والتعاون بين المحافظات :

س/ وكيف تم الاتصال بالقيادات فى المحافظات الاخرى



لقد كانت هناك اتصالات مستمرة بين القيادات الطلابية بجامعات مصر قبل ارتباطهم بالقيادات الاخوانية الاقدم حيث تعارفوا من خلال المعسكرات الصيفية والمؤتمرات المشتركة وانتخابات الاتحادات الطلابية .

ولذلك كان من السهل بعد هذا الميلاد الاخوانى الجديد ان تتواصل المحافظات لعنصرين اساسيين

الاول : هو التعارف الوثيق بين الاخوان القدامى الذين جمعتهم السجون و المحن.

الثانى : التعارف الذى تم بين القيادات الشابة والطلابية من خلال الانشطة المشتركة .

قيادة واحدة للعمل الطلابى الاخوانى حكايات الزعفراني- الحلقة الثالثة  8 حكايات الزعفراني- الحلقة الثالثة  9

الشيخ الغزالى د/ محمود عزت

تشكلت قيادة واحدة لادارة العمل الطلابى الاخوانى على مستوى الجامعات .

لعبت فيها القيادات الجديدة دورا كبيرا كما شارك فى ذلك بدور كبير كل من الاستاذ / محمد حسين عيسى و أ. د محمود عزت حيث تلاحمت القيادات الطلابية لتفوز باتحادات طلاب كثير من جامعات مصر بل وتحصل على رئاسة ومقاعد( اتحاد طلاب مصرالعام ).

الانشطة الطلابية فى الجامعات المصرية :

س/ما هى الانشطة التى جمعت بين الطلاب

تركز النشاط الاخوانى اوائل السبعينيات فى داخل الجامعات المصرية حيث تزامن مع انفراجه امنية فى اوائل حكم الرئيس الراحل انور السادات .

فشمل انشطة ثقافية ومحاضرات عامة داخل الكليات حاضر فيها أ. عمر التلمساني – الشيخ سيد سابق – الشيخ محمد الغزالى – أ.د عيسى عبده وكثير من الدعاة .

معسكرات صيفية ورحلات :

كانت اثراء للتوجه الاسلامى ونشر التدين والسلوك الاسلامى القويم المعتدل

النشاط السياسى :

مؤتمرات – ومظاهرات تزامنت مع احداث سياسية

انشطة فنية ورياضية :

اخذت طابع الفائدة والجد وليس اللهو والعبث من الفنون والابداعات الراقية الاخلاقية .

جماعة الفنية العسكرية

س/سمعنا عن حادثة الفنية العسكرية فهل لك فى توضيح طبيعتها

فى عام 1974 وكان العمل الاسلامى على اشده اخذا فى الاتساع لكن الفهم الاسلامى لم يكن قد تبلور بعد فالشباب متحمس للاسلام وبامكان اى شخص اقناع الشباب باى فكر اسلامى خاطئ لوجود الفراغ الثقافى الدينى الصحيح فقامت مجموعة يتراسها استاذ فى جامعة الازهر فلسطينى الجنسية هو د . صالح سريه بعمل جماعة لاقامة الحكومة الاسلامية عن طريق العمل المسلح واخذ يجمع الشباب على هذا الهدف وكان من انشط اعضائها فى الاسكندرية طالب بكلبة الهندسة هو طلال الأنصاري كان سريع الحركة يقوم باستخدام ايات الجهاد فى القران لاقناع الشباب للانخراط فى الجماعة كقوله تعالى " يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم الى الارض "

وكان يتعهد لهم بان اقامة الدولة الاسلامية لن تستغرق شهور قليلة وكان خطتهم الاستيلاء على كلية الفنية العسكرية بالتعاون مع بعض طلبة الكليه الفنيه( وعلى رأسهم كارم الاناضولى) الذين انتسبوا اليهم بعد قطع اسلاك التليفون وقطع الكهرباء وبعد الاستيلاء على الاسلحة الموجودة بها ثم يتوجهون بالاسلحة الى مقر قيادة الثورة حيث يكون السادات مجتمعا مع كل المسئولين فى الدولة فيتم القاء القبض عليهم فى حين تستولى مجموعة على الاذاعة واذاعة بيان قيام الحكومة الاسلامية وبهذه الفكرة الساذجة اقتنع الشباب المتحمس . ولكنهم افاقوا للحقيقة حينما هاجموا الكلية وقطعوا الكهرباء والتلفونات ففوجئوا بالطائرات تلقى الاضواء على الكلية والاتصالات اللاسلكية والقتال يدور على باب الكلية ليقتل عدد كبير من الشباب المهاجم وعدد من حراس الكلية ويقبض على الباقيين من افراد الجماعة ويقدموا للمحاكمة العسكرية لتحكم بالاعدام على صالح سرية وكارم الاناضولي بالسجن على الباقين وكان ذلك درسا للمتدينين المتحمسين الا يندفعوا وراء كل دعوه متهوره قامت على فكرة سطحيه ساذجه

صلاة العيد فى الخلاء

صلاة العيد بملاعب اتحاد طلاب جامعة الاسكندرية:

س/نعرف جميعا ان صلاة العيد فى الخلاء بدأت من الاسكندرية فكيف

فى العام الدراسى عام 1975- 1976 وكنت امينا للجنة النشاط السياسى والثقافة لجامعة الاسكندرية وكان رئيس الاتحاد الزميل / محمد زمزم كلية الصيدلة .

وفى العشر الاواخر من رمضان دعانى استاذى الفاضل أ/ محمد حسين لاول اعتكاف لى فى مسجد يسمى ( مسجد الحمام ) بمنطقة باكوس بالاسكندرية وبالفعل دخلت الاعتكاف وبعد ايام حضر الزميل محمد زمزم رئيس اتحاد طلاب الجامعة وطلب منى ان نقم احتفالا ليلة 27 رمضان بمناسبة ليلة القدر ولكنى ذكرته بان ليلة القدر ليلة قيام وقران وليست ليلة يجمع فيها الناس فى مبنى اتحاد طلاب الجامعة ليستمعوا الى محاضرات والسبب الثانى لرفض هو اننى معتكف ولا استطيع قطع اعتكافى واقترحت عليه ان يكون الاحتفال هو فى ليلة العيد نخرج من الاعتكاف الى مبنى ملعب الاتحاد ونقيم احتفال ليلا ثم طورت الفكرة واقترحت عليه بان يجهز الملعب ليلا ايضا وندعوا الناس بالاسكندرية لصلاة العيد فقمنا فى هذا الخلاء ( ارض الملاعب التابعة لمبنى اتحاد الطلاب ) بمنطقة الشاطبى . ونكون بذلك احيينا سنة صلاة العيد فى الخلاء . وافقنى الزميل محمد زمزم وانصرف توجهت الى اخوانى فى الاعتكاف بهذه الفكرة فلاقت استحسان من الجميع . واتفقنا على ان نبلغ المعتكفين فى المساجد الاخرى وان يتم الاتفاق مع فضيلة الشيخ محمود عيد ليؤمنا فى صلاة العيد ووافق فضيلته وخرج الشباب من المساجد بعد الاعلان عن ظهور هلال شوال لينقلوا امتعتهم الى منازلهم وباتوا مسرعين الى ملاعب مبنى اتحاد الطلاب لاعداد الارض والفراشة والمنبر ونظام الصوت لمكان الصلاة وسهرنا فى هذا الاعداد حتى صلينا الفجر فى ذات الارض وذهبنا الى بيوتنا مسرعين لتغيير ملابسنا

وحضرنا ننتظر المصلين الذي كنا قد دعوناهم عبر دعوة ورقية وزعت ليلا على منازلهم وكانت المفاجئة حيث حضر الصلاة الأولى بهذا المكان ثلاثة آلاف مصلى ومصلية وكان عيدا بهيجا سعيدا بمكانه الفسيح وزيناته المنتشرة في كل مكان وأصوات المكبرين من رجال ونساء وشباب وأطفال في جمع لم يسبق لاهل الإسكندرية أن شاهدوا مثله إضافة على الخطبة الرائعة التي ألقاها فضيلة الشيخ محمود عيد وقمت بعدها بالتعليق على الكلمات الطيبة ووعد للحاضرين بان نصلى العيد الكبير وباقي الأعياد بإذن الله في ذات المكان .

وفى كل عيد كان يزداد العدد زيادة ضخمة حتى وصل العدد إلى مئات الآلاف و امتدت الصلاة إلي ما حول المكان من شوارع وطرقات وأماكن فضاء .

وكان أهل الإسكندرية يتناقلون أخبار الصلاة ويأتون إليها من كل مكان من أقصى المدينة إلي أقصاها مترجلين أو بسيارتهم الخاصة أو عبر النقل العام أو مسرات على الأقدام .

صلاة العيد بميدان عابدين بالقاهرة:

س/ فى نفس الوقت بدأت فى القاهرة

نعم

فى نفس الوقت قام إخواننا طلاب جامعة القاهرة بالاتصال بنا واتفق على أن يقيموا صلاة العيد في الخلاء بميدان عابدين , ولقد كان أمامهم عقبة أن جماعة أنصار السنة تقيم صلاة عيد في جزء ضيق من هذا الميدان بإعداد قليلة فحضر وفد من زملائنا من القاهرة د . عبد المنعم أبو الفتوح وإخوانه للتباحث والاتفاق مع الشيخ / محمد عبد الرحيم وكان رئيس أنصار السنة العام وكان يقيم بالإسكندرية وعلى أي حال . أقام إخواننا بالقاهرة صلاة عيد مماثلة في ميدان عبدين التي تضاعف عددها أصبحت اضخم صلاة عيد على مستوى مصر كلها وتعدادهم يزداد كل عام ثم انتقلت صلاة العيد بواسطة طلاب الجامعات إلى عدد كبير من محافظات مصر .

- وجاءت أحداث عام 1981 التي اغتيل بها السيد الرئيس محمد أنور السادات في السادس من أكتوبر أثناء العرض العسكري . وفرضت حالة الطوارئ على البلاد . وقيضت صلاة العيد في الخلاء . وتم القبض علينا ودخلنا السجون الذي مكثنا فيه مدد متفاوتة ترواحت بين عدة شهور وعام كامل .

صلاة العيد بعد احداث سبتمبر1981بميدان سيدي جابر المحطة :

س/وماذا بعد الخروج من السجن

- وبعد خروجنا من السجن عام 1982 وفى أواخر ليلى رمضان اعتزمنا إعادة صلاة العيد في أماكنها .

ولكن إدارة جامعة الإسكندرية رفضت وتدخلت الأجهزة الأمنية لتؤكد أنها لن تسمح بإعادة صلاة العيد في إستاد اتحاد طلاب الجامعة .

وتدبرنا الأمر وقررنا أن نقيم صلاة العيد في مكان مفتوح خارج الأسوار وكان المكان الذي وقع عليه الاختيار هو ميدان محطة سيدي جابر .

وبعد إعلان مفتى الجمهورية عن رؤية هلال شهر شوال توجهنا إلي ميدان المحطة لتجهيزه وخلال هذه الساعات ظهر السيد اللواء / احمد رشدي وكان وزيرا الداخلية وقتها على شاشات التلفزيون المصري ليعلن عدم الموافقة على إقامة صلاة العيد في الخلاء مما جعل الأجواء تتوتر . ولكن كان عندنا أحرار أن نقيم صلاة العيد في ميدان سيدي جابر وقمنا بتعليق مكبرات الصوت على الأعمدة بالميدان .

وفوجئنا بقوات شرطة تتسارع إلي المكان تحاول نزع مكبرات الصوت وحضر إلى المكان السيد اللواء / عبد التواب هديب مدير الأمن بالإسكندرية وقتها . وكان رجلا ذو شخصية محترمة ووقف للتفاهم معنا ولما رأى إصرارنا على الصلاة في ذات المكان وافق على أن نأخذ مكانا ضيقا فقط من هذه المساحة . وفى المقابل وحتى يضمن إلا يزداد العدد فانه سيملا باقي المكان سيارات الأمن المركزي .

وبدأت توافد بعد منتصف الليل أعداد كثيرة من عربات الأمن المركزي لتملا باقي الفراغ وحاول بعض الشباب الوقوف أمامها حتى لا تغلق كل المكان .

وشاهدت الضابط الجالس في كيفية عربة الأمن المركزي بجوار سائق العربة وهو يقول للسائق امش بالسيارة واللي يقف أمامك من الشباب دوسه وكان يقف بجواري يومها العميد نظمى الطرابلسى الذي اصبح فيما بعد مفتش مباحث أمن الدولة بالإسكندرية ثم وكيلا لقطاع أمن الدولة بمصر وكان رجلا غاية في الذكاء وحل المشاكل ما أمكن بالتعقل والحوار فرايته يومها يسرع على الضابط الذي قال هذا وهو يصدر أمرا بالنزول من السيارة وقام بتعنيفه بغلظة وأمره أن يقف بعيدا قائلا له ( يا .... عاوز تموت واحد علشان تعملنا مصيبة ....) ووقف الشباب المسئول عن النظام والفراشة يضعها في المكان وتجمع الباقي فوق كبرى المشاة الذي يعبر طريق الحرية .

وقفت حتى صلينا الفجر وسيارات الأمن المركزي المحتشدة في المكان تسير الرعب لمات السيارات المارة في اكبر شوارع الإسكندرية ويتحدث الناس في ذلك .

وما أن انتهت صلاة الفجر بدقائق وإذا بأفواج المصلين بالآلاف توافد على المكان حيث غص المكان بمئات الآلاف مكبرين فرحين بالانتصار وعودة صلاة العيد في الخلاء مما اضطر الأمن للسماح بان يتم فرش طريق الحرية بالكامل إلى مسافات بعيدة لاداء صلاة عيد من اجمل الصلوات يومها ولقد سمعت يومها العميد رشاد الشرقاوى الذي اصبح فيما بعد مفتشا للفرع ثم وكيلا لقطاع أمن الدولة بمصر وهو يقول للعميد نظمى الطرابلسى ينتقد اللواء / عبد التواب هضيب لقد وقع في خطا كبير إما أن يتركهم من البداية يقيمون صلاة العيد أو يمنعهم من الصلاة تماما في هذا المكان حتى لو ضربهم بالرصاص ساعتها اعترضت عليه ( ولم اكن اعرفه من قبل ) وقلت له . يا راجل خليك محضر خير .

صلاة العيد باستاد الاسكندرية الرياضي:

س/ماذا فعلت الدولة بعد ذلك

بدأت الدولة التفكير بذكاء اللواء نظمى الطرابلسى في التحكم في صلاة العيد فطلبوا منا أن نقيمها في الإستاد العام بالإسكندرية ونتولى أقامتها بالكامل ونشرف عليها . وكنا نعرف أن هذه بداية لاقامة صلاة العيد في مكان محاط بالأسوار له أبواب مفاتيحها في أيديهم وبهذا تصبح صلاة العيد في كل مرة محلا للتفاوض . وافقنا وقتها لان الرفض كان يمثل تشددا منا أمام الناس والذي لم يكن باستطاعتنا إظهار الأسباب الحقيقية لهم حيث أن هذا مكان كبير ويسع مئات الآلاف ومتوسط بالنسبة لمدينة الإسكندرية . وعليه جرت عدة صلوات للعيد بالإستاد .

ثم بدا الأمن يطلب أن يكون خطيب العيد يتم بالاتفاق وتساهلوا في المرات الأولى بان كان خطيب العيد هو الذي تقترحه نحن .

وبعدها ارتفعت وتيرة التشدد ووضع الشروط لمن يخطب العيد حتى طلبوا منا أن يكون أحد رجال الأوقاف وبدا يخطب العيد بالإستاد وكيل الأوقاف بمصر الشيخ / عبد الواحد احمد وكان رجلا صالحا ربانيا ولم نجد في ذلك باس .

ثم غيره من مشايخ الأوقاف وكنت أقابلهم في دار إقامة الأوقاف بالشاطبى ليلة العيد للاتفاق على بعض المعاني التي تهم الشباب .

وبعد ذلك فوجئنا بالأمن يقول أن صلاة العيد في الإستاد هي صلاة رسمية ستقوم بها الجهات الرسمية وسيحضرها محافظ الإسكندرية وعليه لن يكن في الإمكان أن توافق لكم على تنظيم الصلاة أو توزيع هذا العيد بالإستاد .

تعدد أماكن صلاة العيد:

س/وماذا فعلتم بعد ذلك

أحسسنا أن ما توقعناه قد أتى توقيته وتداولنا الآراء وكان الحل أمامنا أن نقيم ثلاث صلوات للعيد صلاة في غرب الإسكندرية وصلاة في وسط الإسكندرية وصلاة في شرقها .. وان نترك الإستاد للجهات السياسية والأمنية لتقيم بها صلاة العيد الرسمية .

وكان مدهشا أن هذه الصلوات الثلاث توافدت عليها مئات الآلاف وان عدد المصلين فيها قد تصاعد عن العدد الذي كان يحضر بإستاد الإسكندرية وذلك لقرب هذه الأماكن من مساكن الناس الذين كانوا يروا أن مكان الإستاد بعيدا عنهم .

وكانت المفاجأة أيضا عن عدد الذين صلوا العيدين في الإستاد لم يتجاوزوا بضع مئات وذلك حين أذعنا على الناس حقيقة ما حدث .

وكذلك حدث تعدد لصلوات العيد في القاهرة ( مسجد مصطفى محمود – السيدة زينب ) ومن يومها وصلوات العيد . فتكاثر عددها في الخلاء ويزداد عدد مصليها بل أن الأوقاف والجمعيات الخيرية أصبحت تعلن عن إقامة صلوات عيد في الخلاء وتعلن عنها في الصحف اليومية وغيرها من وسائل الإعلام (وبهذه الطريقة انتشرت سنة صلاة العيد في الخلاء في ارجاء مصر كلها).



زيارة خاصة للحاج احمد البس :

س/لقد كان لك الكثير من الجولات مع اعلام الحركة فهل لنا ان تحدثنا عن احدهم

نعم وهو الحاج احمد البس

ذهبت في أواخر السبعينات برحلة لمجموعة من الطالبات المتدينات من جامعة الإسكندرية لزيارة الحاج / احمد البس رحمه الله وهو أحد القيادات الاخوانية التي عاصرت الأستاذ / البنا رحمه الله وكان مسئولا عن مكتب إداري الأخوان بالغربية واصبح فيما بعد عام 1987 عضوا بمجلس الشعب المصري .

جلسنا مع الحاج يحكى للطالبات عن زوجته التي كانت يومها قد توفيت منذ فترة يقول عنها لما دخلت السجن عام 1954 أيام عبد الناصر وحكم على بالسجن عشرون عاما . فصلت من عملي كمدرس ولم يبق لأسرتي مصدر للدخل من راتبي الذي قطع عنهم وبعد مدة طويلة من السجن سمح لأهالينا بزيارتنا في السجن وجاءت زوجتي ومعي أبنائي وبناتي مظهرهم طيب وملابسهم قيمة فبعد أن سلمت على زوجتي ( رحمها الله ) وقبلت يدي سألتها عن مصدر الأموال التي تعيشون قيها قالت وبغير تردد فضلت خيرك يا حاج نبيع الأرض ونصرف على البيت فشجعتها على ذلك وقلت لها بيعي كما تريدي المهم أن تعيشي أنت والأولاد مبسوطين ( وكنت أظن ساعتها أنها تبيع من الأرض التي ورثتها أنا عن أبى ) وظللت كل زيارة أسالها عن الفلوس هل تكفيكم وهى في كل مرة تقول الحمد لله فضلت خيرك يا حاج ثم يستطرد قائلا في أوائل السبعينات وخرجت من السجن دون أن تعلم أسرتي بساعة خروجي وسافرت من القاهرة إلى طنطا حيث توجهت إلي منزلي . فوجئت بي زوجتي فطارت فرحا وقبلت يدي كما تعودت وبعد سلامي على أولادي . طلبت من أن ادخل إلي حجرة النوم لاستريح بعض الوقت الذي ستقوم خلاله هي بإعداد طعام لي وعندما دخلت حجرة نومي وجدت حصيرا وغطاء على ارض الغرفة

سألتها وأنا في غاية الدهشة أين سريرك النحاس يا حجة أين السراحة أين الكمودينو فنظرت إلي بابتسامة وكأنها تواسيني وتقول كله يرجع في عزك يا حج وإذا بي أراها تضع طبلية خشب على الأرض عليها أطباق بلاستيك كل طبق من لون مختلف سألتها أين حجرة السفرة واطباق الصيني بتاعتك يا حجة قالت كله سيرجع في عزك يا حج وعندما ألححت عليها أن تقص لي ما حدث حدثتني أن أهلي لم يوافقوا على بيع أرضي للاتفاق على أسرتي ( لانه في الريف من العيب أن يبيع الرجل أرضه فيعيره أهل البلد بذلك )

فقامت هي ببيع أرضها التي ورثتها عن والدها وقامت بأنفاقها على البيت والأولاد وبعد أن باعت أرضها كلها بدأت بيع أثاث البيت حتى وصل الحال إلي ما رأيت ( ملحوظة في عهد عبد الناصر كان يحظر على أي أحد مساندة بيوت الإخوان ) و والله ما عانيت يوما ولا امتنت على يوما بما فعلت وبذلك أثناء غيابي في السجن وقمت بحمد الله بعد خروجي بشراء أثاث للبيت وشراء الذهب الذي كانت تقتنيه وباعته من اجل بيتي وأولادي .

كما حكى عنها رحمها الله أنها في السنوات التي سبقت هذا الاعتقال . كانت تأتيه الزوار من أرياف الغربية بالعشرات وكانوا أيامها يركبون الدواب والحمير فلم تتأفف يوما من كثرة زواري بل كانت تقوم بالطهي و إعداد الطعام وبعدها تعطيني جلبابي النظيف وتطلب حتى أن أعطيها جلبابي للبسها حتى تقوم هي بغسيل جلابيبهم جميعا التي رأت أنها أتربت من اثر السفر . وبعد غسلها وتجفيفها تضعها تحت المراتب ( وهو نظام كي الملابس المستخدم أيامها )

الحاج أحمد البس ودمج الخلق في السياسة :

في انتخابات مجلس الشعب عام 1987 رفض الوفد التحالف مع الإخوان في هذه المرة أسوة بانتخابات عام 1984 مما جعل الأخوان يتحالفون مع حزبي العمل الاشتراكي والأحرار فيما عرف باسم ( التحالف الإسلامي )

ولكن أحد أعضاء مجلس الشعب السابق من الأخوان بمحافظة الغربية رفض التخلي عن تحالفه مع الوفد مما اغضب القيادات الاخوانية .

ولكن الوفد تخلى عنه ولم يضعه في قوائمه فعاد إلي التحالف الإسلامي وكان فريق التفاوض باسم الإخوان المستشار مأمون الهضيبى والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح يتلقون القوائم من مسئولي المحافظات لعرضها على لجنة التفاوض عن الحزبين الآخرين وعند تقديم قوائم محافظة الغربية من الحاج / احمد البس فوجئوا بأنه وضع اسم هذا الأخ على راس أحد القوائم وحين توجهوا للحاج باللوم على هذا وهو يعلم ما فعله هذا الرجل ..... قال لهم الحاج احمد لو طلبتوا منى أن أعيد كتابتها سوف أضع هذا الرجل على راس القائمة مرة أخرى ولن تستطيع يده وضعه في هذا المكان فرغم علمي بما فعله فان له جميل في عنقي لقد رايته يوم إدخال أخي الحبيب عمر التلمسانى إلي قبره وكان القبر ضيق حمل هذا الرجل حبيبي عمر على ظهره وزحف على بطنه حتى ادخله قبره وخرج هذا الأخ وكل ملابسه ورأسه تكسوها التراب فتأكد له من هذا الموقف في حق أخي الحبيب ومرشدي رحمه الله الأستاذ عمر التلمسانى جعل له حقا في عنقي وجاء الوقت وهو الانتخابات لأرد له هذا الواجب . فان رأيتم نقله من راس القائمة الانتخابية فلكم ذلك بما لكم من صلاحيات أما أنا فلا و كان موقفا أخلاقيا على الاعتبار السياسي ( وكان هذا الأخ عضو جمعية الشعب لدورين سابقين وكان رجلا كفأ في أراءه له شعبيته في دائرته ) ... واستجاب كل من المستشار مأمون والدكتور عبد المنعم لرغبة الحاج احمد البس وظل على راس القائمة واصبح عضوا في مجلس الشعب مثل الأخوان بقدرة واقتدار .

انتهت الحلقة

فى الحلقة القادمة

د/ابراهيم يحكى عن الاستاذ عمر التلمسانى

انتظرونا وستجدون كثير من المتعة

حوار على الانترنت

نظرا لكثرة الرسائل والاستفسارات سوف نقوم بعمل حوار مع د/ابراهيم على النت لمدة ساعتين للمزيد من الاستفسارات وتناول الاسئلة والتعارف ونرجو لمن يريد المشاركة ارسال رسالة سابقة لمقدم الحوار واضافة الايميل مبكرا وذلك على برنامج skype

على العنوان التالى hewarat1





إعداد وتقديم
امجد ربيع ابو العلا
Amgadrabea1983@yahoo.com
دكتور/ إبراهيم الزعفراني
Dr_zafarany@yahoo.com

Admin
Admin

عدد المساهمات : 241
تاريخ التسجيل : 31/10/2010

https://hhmaa5.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى