البحرين حين تستضيف الطريد وقضية وجدي غنيم
صفحة 1 من اصل 1
البحرين حين تستضيف الطريد وقضية وجدي غنيم
لعقود عديدة خلت كانت البحرين بشعبها وتحت حكم آل خليفة تحديداً ملاذاً للاجئين من أهوال وأحداث عسكرية وسياسية مرت بهم وخاصة في منطقة الخليج أسر وزعماء عشائر وشخصيات دينية واجتماعية وسياسية كلها كانت تقصد لؤلؤة المروءة في الخليج وكانت أسرتنا أسرة الحبيل من هذه الأسر التي تعرضت لأحداث سياسية جسيمة ولأنها في موطن نفوذ في شرق الأحساء فقد تكررت عليها هذه الأحداث مراراً منذ سقوط دولة عقيل عامر المنتمية لها الأسرة بعد أن خاضت حروباً شرسة مع الغزو البرتغالي للخليج حيث اضطرت الأسرة إلى مغادرة موطنها ثم العودة إليه وقصدت البحرين مرتين خلال الأحداث المتعاقبة حيث أكرمت الأسرة الأميرية في حينها وشخصيات اجتماعية من البحرين ضيافتها حتى عادت إلى موطنها الأصلي شرق الأحساء حيث الطرف مدينة الأسرة.
وكان من أبرز هذه الأحداث استهداف الحامية التركية بعد انهيار الدولة السعودية الثانية لعدد من أسر الأحساء ومنهم أسرتنا بسبب الموقف الذي اتخذوه ضد الحامية التركية الزاحفة في أواخر الدولة السعودية الثانية فاضطرت الأسرة إلى مغادرة موطنها وترك جميع أملاكها لرجل واحد بعد أن قررت القوات القادمة قتل أفراد هذه الأسرة التي اعتبرت متمردة عليها.
ثم عادت إلى موطنها بعد أن هدأت الأمور..
هذه المقدمة كانت مدخلاً ضرورياً ليعلم القارئ بأن شهادتنا لأرض المروءات حية في ضمير الإنسان العربي في هذا الخليج من خلال ما ذكرته من تأمين الملهوف والطريد في مناطق عديدة وليس حديثاً نلقيه جزافاً ومن هنا أدخل على القضية التي شغلت قطاعًا من أبناء شعبنا العربي في مملكة البحرين وهي قرار ترحيل الداعية الإسلامي وجدي الغنيم ونحن نتحدث هنا عن ما يُخشى من آثار سلبية كبيرة لهذا القرار من منظور المصلحة الوطنية والقومية والإسلامية العليا للبحرين.
وحتى لا يُقال إننا تجاوزنا المسببات التي بُني عليها القرار مع احترامنا البالغ وتقديرنا للجهات الرسمية فإننا نؤكد بأن العلاقة الأخوية بين شعوب الخليج واجب وطني وعروبي وإسلامي وحمايتها من أي منغصات وهذا لا يختص بالأشقاء في الكويت المرتبطين بهذه القضية بل لجميع دول الخليج غير أن الجميع يعلم أن أحداث الثاني من أغسطس المؤلمة شابها ما شابها من خلافات وتداعيات كانت حاضرة حتى بين أبناء الشعب العربي في الخليج خاصة بعد عودة الكويت حكمًا وشعباً لها وإن استدعاء مثل هذه الأحداث المؤسفة أمر في غاية الخطورة خاصة حين يُؤخذ تصريح سابق أو لاحق رُبط بالسابق فتُستهدف هذه الشخصية أو ذلك التيار لإثارة حملة لأسباب سياسية أو طائفية تنتهي بإيقاع عقوبة على هذه الشخصية المستهدفة.
رسائل مهمة يبعثها الحدث
إن احتفاء الموالين للثقافة الإيرانية والأمريكية داخل الخليج وخارجه بهذا الحدث يعطي مؤشرات إلى تحفز هذه الثقافة إلى استنساخ هذا الحدث وهو كذلك يرهن أشقاءنا العرب الذين شملتهم قرارات التجنيس الوطني إلى حالة من الاضطراب والقلق لا تساعد على تعزيز الهوية العربية للبحرين وتوطين الثوابت الوطنية من خلالها.
خاصة وأن هذه القضية تعني تيّاراً عريضًا واسعًا ومؤثرا من أبناء الوطن لا ينبغي أن يُشوّش أو يُجرح خاطره أو يُشجّع الشامتون فيه من خارج السور الوطني مستغلين هذه المناسبة لأحاديث الفتنة والوقيعة بين القاعدة الوطنية الصلبة للمملكة.
ليس بيني وبين الأخ الداعية الأستاذ وجدي غنيم أي صلة ولي مدرستي الإسلامية المختلفة عن فضيلته لكنه رجل مشهود له بالتأثيرات الإيجابية لخطابه على جوانب السلوك وتعزيز الأخلاقيات الإسلامية في المجتمع وهو يقدمها في شكل محبب ينهج الأسلوب الفكاهي أحياناً لتوصيل الفكرة ومن يتبنون مثل هذا الأسلوب قد يرد على ألسنتهم شيء من التجاوز أو الخطأ ولكن الأصل أن يُقاس حجم المصلحة مع حجم المفسدة التي لا تُعد حتى مفسدة ليتبين الأمر وأحسب أن الأشقاء في الكويت يدركون تماماً مسارات التوازن الحساسة التي نحرص جميعاً في الخليج على مراعاتها وعدم الإخلال بها تعزيزاً لسيادة وصيانة البحرين من أطماع الأجنبي وعليه فأعتقد أنهم يقدرون بأن تجاوز هذه المسألة أمر مفروغ منه لمصلحة الحالة الوطنية في مملكة البحرين.
إنني وأنا أعرف هذا التاريخ العريق في المروءات لآل خليفة وسجلهم الحافل في إغاثة الملهوف والطريد لأدرك تماماً بأن خطابات الأمل التي وُجّهت لجلالة المليك لا بد وأن تُلاقي صدر أبي سلمان الفسيح لأبناء مملكته والمحبين للبحرين من شخصيات الخليج وحينها ستلاقي كف الندى من جلالته ويفرح الشعب بقرار العفو.
وكان من أبرز هذه الأحداث استهداف الحامية التركية بعد انهيار الدولة السعودية الثانية لعدد من أسر الأحساء ومنهم أسرتنا بسبب الموقف الذي اتخذوه ضد الحامية التركية الزاحفة في أواخر الدولة السعودية الثانية فاضطرت الأسرة إلى مغادرة موطنها وترك جميع أملاكها لرجل واحد بعد أن قررت القوات القادمة قتل أفراد هذه الأسرة التي اعتبرت متمردة عليها.
ثم عادت إلى موطنها بعد أن هدأت الأمور..
هذه المقدمة كانت مدخلاً ضرورياً ليعلم القارئ بأن شهادتنا لأرض المروءات حية في ضمير الإنسان العربي في هذا الخليج من خلال ما ذكرته من تأمين الملهوف والطريد في مناطق عديدة وليس حديثاً نلقيه جزافاً ومن هنا أدخل على القضية التي شغلت قطاعًا من أبناء شعبنا العربي في مملكة البحرين وهي قرار ترحيل الداعية الإسلامي وجدي الغنيم ونحن نتحدث هنا عن ما يُخشى من آثار سلبية كبيرة لهذا القرار من منظور المصلحة الوطنية والقومية والإسلامية العليا للبحرين.
وحتى لا يُقال إننا تجاوزنا المسببات التي بُني عليها القرار مع احترامنا البالغ وتقديرنا للجهات الرسمية فإننا نؤكد بأن العلاقة الأخوية بين شعوب الخليج واجب وطني وعروبي وإسلامي وحمايتها من أي منغصات وهذا لا يختص بالأشقاء في الكويت المرتبطين بهذه القضية بل لجميع دول الخليج غير أن الجميع يعلم أن أحداث الثاني من أغسطس المؤلمة شابها ما شابها من خلافات وتداعيات كانت حاضرة حتى بين أبناء الشعب العربي في الخليج خاصة بعد عودة الكويت حكمًا وشعباً لها وإن استدعاء مثل هذه الأحداث المؤسفة أمر في غاية الخطورة خاصة حين يُؤخذ تصريح سابق أو لاحق رُبط بالسابق فتُستهدف هذه الشخصية أو ذلك التيار لإثارة حملة لأسباب سياسية أو طائفية تنتهي بإيقاع عقوبة على هذه الشخصية المستهدفة.
رسائل مهمة يبعثها الحدث
إن احتفاء الموالين للثقافة الإيرانية والأمريكية داخل الخليج وخارجه بهذا الحدث يعطي مؤشرات إلى تحفز هذه الثقافة إلى استنساخ هذا الحدث وهو كذلك يرهن أشقاءنا العرب الذين شملتهم قرارات التجنيس الوطني إلى حالة من الاضطراب والقلق لا تساعد على تعزيز الهوية العربية للبحرين وتوطين الثوابت الوطنية من خلالها.
خاصة وأن هذه القضية تعني تيّاراً عريضًا واسعًا ومؤثرا من أبناء الوطن لا ينبغي أن يُشوّش أو يُجرح خاطره أو يُشجّع الشامتون فيه من خارج السور الوطني مستغلين هذه المناسبة لأحاديث الفتنة والوقيعة بين القاعدة الوطنية الصلبة للمملكة.
ليس بيني وبين الأخ الداعية الأستاذ وجدي غنيم أي صلة ولي مدرستي الإسلامية المختلفة عن فضيلته لكنه رجل مشهود له بالتأثيرات الإيجابية لخطابه على جوانب السلوك وتعزيز الأخلاقيات الإسلامية في المجتمع وهو يقدمها في شكل محبب ينهج الأسلوب الفكاهي أحياناً لتوصيل الفكرة ومن يتبنون مثل هذا الأسلوب قد يرد على ألسنتهم شيء من التجاوز أو الخطأ ولكن الأصل أن يُقاس حجم المصلحة مع حجم المفسدة التي لا تُعد حتى مفسدة ليتبين الأمر وأحسب أن الأشقاء في الكويت يدركون تماماً مسارات التوازن الحساسة التي نحرص جميعاً في الخليج على مراعاتها وعدم الإخلال بها تعزيزاً لسيادة وصيانة البحرين من أطماع الأجنبي وعليه فأعتقد أنهم يقدرون بأن تجاوز هذه المسألة أمر مفروغ منه لمصلحة الحالة الوطنية في مملكة البحرين.
إنني وأنا أعرف هذا التاريخ العريق في المروءات لآل خليفة وسجلهم الحافل في إغاثة الملهوف والطريد لأدرك تماماً بأن خطابات الأمل التي وُجّهت لجلالة المليك لا بد وأن تُلاقي صدر أبي سلمان الفسيح لأبناء مملكته والمحبين للبحرين من شخصيات الخليج وحينها ستلاقي كف الندى من جلالته ويفرح الشعب بقرار العفو.
مواضيع مماثلة
» الداعية الفاضل وجدي غنيم ضحية المتدثرين بالسلفية المزعومة
» تلخيص دكتوراه الشيخ وجدي غنيم والتي هي عن ربانية الشورى ووضعية الديموقراطية
» عندما يطغى الولاء القُطري على الولاء الأممي: حادثة طرد الشيخ وجدي غنيم أنموذجاً - عبد الرحيم الوهيبي / كاتب سعودي
» وجدى غنيم وظلم ذوى القربى بقلم / مجدي داوود
» رسالة إلى سعادة ملك البحرين من د. حسان الكاتب
» تلخيص دكتوراه الشيخ وجدي غنيم والتي هي عن ربانية الشورى ووضعية الديموقراطية
» عندما يطغى الولاء القُطري على الولاء الأممي: حادثة طرد الشيخ وجدي غنيم أنموذجاً - عبد الرحيم الوهيبي / كاتب سعودي
» وجدى غنيم وظلم ذوى القربى بقلم / مجدي داوود
» رسالة إلى سعادة ملك البحرين من د. حسان الكاتب
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى