وجدى غنيم وظلم ذوى القربى بقلم / مجدي داوود

**Admin** الأربعاء نوفمبر 17, 2010 7:32 am

إن أمتنا العربية والإسلامية أمرها عجيب حقا , دخل العدو بيننا فقتل ما قتل وسلب ما سلب ونهب ما نهب ولم يتحرك أحد , جاء الفاسدون من الحكام ونهبوا وسرقوا وفعلوا الأفاعيل ولم يتحرك أحد , أصبحت بلادنا ملكية ظالمة وجمهورية عسكرية وامتلأت السجون بالمعتقلين ولم يتحرك أحد , شارك مفسدونا ( حكامنا ) فى الحرب على أمتنا وساعدوا العدو فى احتلال العراق وتدميره ولم يتحرك أحد , شاركت حكوماتنا الفاسدة فى حصار حكومة حركة حماس وشعبنا الفلسطينى الأبى فى غزة ولم يتحرك أحد , دخلت أثيوبيا الصومال ولم يتحرك أحد , إنتهكت حرمات أفغانستان وحرمات الأقصى الشريف وهتك عرض نسائنا فى العراق الحبيب ولم يتحرك أحد .
أما مملكة البحرين فإنها حريصة جدا على سمعة الكويت الشقيق , ليس حبا فيها بل لضعف الضحية فالضحية هنا هو داعية إسلامى أخرجته بلده ولا توجد حكومة تغضب لأجله , والغريب أن التهمة التى اتهم بها الداعية المحبوب عمرها ستة عشر عاما والأشد غرابة فى ذلك هم من أثاروا هذه التهمة بعد مرور هذا الزمن عليها ( هذا إن صحت التهمة أصلا ) فإخواننا سلفيو الكويت نصبوا أنفسهم مدافعين عن الملوك والأمراء , نعم ولم لا سيقفون غدا بين يدى الله ويدافعون عنهم !! ,

الحركة السلفية التى لم تتحرك ولم تغضب لنساء العراق الشريفات اللاتي انتهكت أعراضهن فى معتقل أبى غريب يقفون الأن ويثيرون فتنه ( الفتنة نائمة لعن من أيقظها ) كبيرة ستدخل المسلمين والحركات الاسلامية فى سجال كبير وستجعل هوة الخلاف بينهم تزيد , وكأن أمتنا بحاجة إلى المزيد من الخلاف والفرقة , والله لا أعرف ماذا أقول , سبحان الله هناك أناس ضاعت أصواتهم وهم ينادون بتعايش الحركات الإسلامية ونبذ روح الخلاف والفرقة وبث روح الوحدة والقوة حتى لا تضيع الأمة التى ينهش العدو لحمها من كل حدب وصوب وينتظر لها كل هفوة وسهوة حتى يقضى عليها وأناس آخرون كل همهم كيف يخرجون الداعية فلان من بلد كذا لأنه أساء الى أمير بلدهم من ستة عشر عاما , ياسبحان الله ليتهم حزنوا على عراق خرب أو أفغانستان دمر أو أقصى تشققت جدرانه , نسوا وهم المتمسكون بسنة النبى والتى يحاربون من أجلها علماء وحركات أو يدعون ذلك أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما " ولكن كيف يفعلون هذا وهم الذين ينتظرون الأخطاء ليصطادوا فى الماء العكر, لم ينسوا يوما أن هناك خلاف بينهم وبين حركة الإخوان المسلمين التى ينتمى إليها الشيخ وجدى غنيم , ولكن ما كنا نعتقد أبدا أن الأمور قد تصل إلى هذا الحد فى يوم من الأيام .

أنا هنا بالطبع لا أتكلم عن كل الحركة السلفية فأنا واثق من وجود علماء ثقة فى الحركة السلفية غير راضين تماما عن هذا الفعل المشين والعمل الغير سوى على الإطلاق , ونعلم أيضا أن هناك من الحركة السلفية من هو متفاهم جدا مع حركة الاخوان المسلمين , ولكن هناك من لا يهدأ له بال إلا بالتضييق على الدعاة المخلصين والعمل على إخراجهم من أى مكان يعيشون فيه حتى وإن كان هذا الداعية من أكثر الدعاة إلتزاما بسيرة وعلم ومنهج السلف الصالح رضوان الله عليهم ولكن المشكلة فى هؤلاء الناس ليست فى منهج السلف الصالح ولكن فى فهمهم هم لمنهج السلف الصالح فهؤلاء إعتقدوا أنهم يملكون الحق المطلق ويصادرون فهم الآخرين لمنهج السلف الصالح حتى وإن كانوا من كبار العلماء والشيوخ وكأن كلمة سلفى تعنى صك براءة ونجاة من عذاب الله يوم القيامة , وأذكر هنا أنى كنت أتحاور مع احد الشباب السلفى فقلت فلان (أحد أصدقائي ) ملتزم جدا بمنهج السلف الصالح ويفعل كل السنن فما عيبه قال لم يتربى على يد علماء السلفيين , فقلت له وعلى يد من تربى السلف فقال على يد رسول الله فقلت له وهو تربى على كتاب الله وسنة رسول الله .

أما ملك البحرين المبجل فهو لا يهمه الكويت ولا سمعة الكويت ولكنه وجدها فرصة للتخلص من داعية كبير له تأثير كبير على الشباب , فنحن والحمد لله نعرف كيف يحارب هؤلاء الحكام دين الله ودعوة الله وما إخراج وجدى غنيم من مصر ببعيد ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل , لو كان الذى أخرج هذا أمريكيا وفعل الأفاعيل سابقا ولاحقا لم يكن أحد ليتعرض له لا الحكومات ولا حتى السلفيين , ولكن حسبنا الله فيمن تسبب فى اخراج الرجل الطيب من مكان دعا فيه الى الله بإخلاص .

والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل .

أخوك فى الله / مجدى داود

Mdaoud_88@hotmail.com